قطعة السكر
كل طفل يتذكر أمه قطعة السكر
تسرح شعره
تقبله
تضع له رائحة جميلة أذكى من العنبر
مازلت أذكرها حين أستيقظ
حين أنام
حين أمرض
حين أشفى
لا ولن أنسى قبلة
أدفع ثمنها الآن مالي بل أكثر
آه..آه! كم من طفل أو فتاة لم تذق طعم السكر ..
كم بكيت لأجلها لأنها نامت ويدها تحت رأسها تتخدر ..
لم تجد يدا أو حضنا دافئا تنام في خدره
أو أبا يمسك بيدها كيلا تتعثر
كم نحن مشتاقون لتلك اليد التي تحنو ولو صرنا فتيانا بل أكبر
لم أزل أذق طعم الشهد في شفتي وهي تقبلني وتحنو علي وتقول:
يا كبدي ...ياحبي عن مدرستك سوف تتأخر
هطل الغيث ...أصبح الجو باردا ..هرعت تحمل معطفها القديم وكانت ترثي كفيه كي لا يتبعثر
أرادت ان تجعلني في مأمن من ريح صرصر
أو تجعله غطاء لي من البرد أو تجعل جسدي دافئا أكثر..
حتى عيناها ذبلت من الحياكة والسهر...
إن أصاب ابنها نزلة برد وجسمه بدأ يتقهقر
تدعو ...تصلي ترفع يديها لخالقها أن يسلم ابنها وهي تبكي تتأثر
كم أنت عظيمة ياأمي !
كم أنت عظيمة ياأمي !
ومثلك في التاريخ لن يتكرر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق