السبت، 30 مارس 2024

بصمات لا يمحوها الزمن بقلم عبد خلف حمادة

+بصمات لا يمحوها الزمن
++عبد خلف حمادة
*****************
حكايتي مع الزمن :
الزمن الذي يلفنا
سور عال
ممتد حتى اللانهاية
لكنه متصدع 
بفعل البرق اللامع
والغيث الهامع
وعوامل الحت والتعرية
لكنه يحتوينا
في زنزانة كبيرة....قديمة
جدرانها ...مزدانة 
ملطخة بذكريات الذين مروا عبرها 
والشاطر منهم ...هو الذي حجز عليها 
مساحة لاسمه
أو انطباعات عشرية لأصابعه 
فرأيته حمقا أَلا أكتب
وأقول ((مررت من هنا )) 
البصمة الأولى 
طفولة في منأى عن الأمان 
تلعق الفقر كل يوم كعروس سكاكر
تحلم أن تشب عن الطوق 
وتخشى أن ينشب الباشق 
أظافره فيها 
البصمة الثانية 
شيخ ...طعنت فيه السنون
وهده المرض في ريعان شبابه
عشرات المرات 
في ليله ونهاره
يصارع الحتف 
البصمة الثالثة 
عينان صغيرتان
مشقوقتان طوليا 
كعيني جني صغير 
ترتجف أهدابهما 
وتذرفان 
البصمة الرابعة 
وعي مبكر 
وعقل أكبر من عمر 
وقلق خفي مكبوت 
ووحدة حقيقية 
ولا إخوان .. يقتسمون الهم واللعب
البصمة الخامسة 
تلميذ واه ضعيف 
تطعنه أضراس الغربة
خراطة حسد تخنقه  
لكنه ينبغ 
ويضع قدمه الهشة على أول السلم
البصمة السادسة
غبن وتهميش يلحقان به 
وسنواته الثلاثة الأولى 
يتحدى بهن أقرانه 
ويسبح عكس التيار 
ويعيد الحق إلى نصابه 
البصمة السابعة 
يتوهج بدرا 
في سماء صيفي صاف
ينتزع الصدارة 
يتخطى الحتف الذي يراود أباه
ويكبح جماح كآبته 
البصمة الثامنة 
مراهقة مبكرة تغزوه 
وسمراء ينفلق لها فؤاده 
وصدود منها يتعبه 
ذئاب تتخطفها منه
ترهقه بالسعي المضني 
البصمة التاسعة 
معركة حياة أو موت    
يضطرب بين تيارين
العشق الصاعق والغلة
ينافح دون مركزه الأول
ينتزع الكأس بجدارة 
البصمة العاشرة         
قراصنة الحب ... يسلبونه إياها 
سذاجتها لا تقاوم إغراء الجسد
تدوس عذريته
تدخله الدوامة الكبرى 
تشحنه مرضا نفسيا
البصمة الحادية عشرة 
ريح صرصر
تقتلع أغراس الود
وفراق سرمدي
والفرقة تنضح أشعارا
والحنان ينفطر أرقا
البصمة الثانية عشرة
حد المعركة الفيصل
ومفترق طريق المستقبل 
وهجران العش المألوف
سهد يجرح المآقي
خيفة... وتوجس ... رغبة ورجاء 
البصمة الثالثة عشرة
حصيلة متميزة 
لكنها لا ترقى إلى مستوى الطموح
وتحول شخص الحبيبة إلى شبح
هرولة في أرض الملعب
و تمزيع سنة من تقويم العمر 
البصمة الرابعة عشرة
 إقلاع في منحى آخر
في أرض الشهباء يحط
يتلقن علما جديدا
يرهق نفسه أكثر 
/وداوها بالتي كانت هي الداء/
البصمة الخامسة عشرة
حمامة بيضاء
تحط على الغصن الكسير
لكن خراج الجرح القديم
يقض المضجع
يهشها لكي تطير ... حتى لا يبوء بإثمها
البصمة السادسة عشرة 
ينغمس في شغل شاغل 
يعانق الأضواء
في جامعة الشهباء 
يتسلم زمام مسؤولية 
يكون قياديا 
البصمة السابعة عشر
تستيقظ وحدته الكامنة 
يغادر الوالد المسكين هذه الحياة 
ملقيا إياه في دوامة الإعصار 
والعجوز التي نامت تحت مطرقة الفناء 
تستحثه ...تدخله قفصا ذهبيا 
البصمة الثامنة عشر 
يمتلأ العش بالأفراخ 
ويجد نفسه مرغما ليكدح أمامهم 
يقلب المهن 
يودع الشهباء ...قبل مفترق الطريق
ويستقر سهم الشماتة في صدره
البصمة التاسعة عشر
إحدى عشرة مسابقة يخوض 
وتلقي به السفينة عند الساحل 
منبتة عليه شجرة من يقطين 
قدره .... يسجل الأحياء والأموات 
ويكتب حتى تتورم أنامله 
البصمة العشرون
مئات من القصائد 
من بنات أفكاره 
كتب ثم مزق 
وقرابة عشرين عاما هجر القريض 
لكنه عاد 
يكتب لكي لاينفجر
ولكي يداوي بها 
السكري والضغط والقلب
ولكي يترك بصمة لا يمحوها الزمن 
ويعرف الذين يجيئون عقبه 
أنه مر من هنــــــــا 
*****************
مع تحيات الشاعر والكاتب عبد خلف حمادة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ساقتني قدماي لدار موصد الأبواب بقلم مريم أمين أحمد إبراهيم

ساقتني قدماي لدار موصد الأبواب طاف صدى صوتي ينادي أين من كان بالدار من أحباب ؟ اعياني طول انتظار الجواب  غفوت فإذا بالذكرى تجسد الماضي  فما ...