الخميس، 14 مارس 2024

جرح الهوى بقلمي سليم عبدالله بابللي

(( جرح الهوى ))
بقلمي : سليم بابللي 
من البحرالطويل
============
إذا أقبلت ليلى عذابُ الهوى لفى
و إن بَعَّدت جفني على دمعتي غفى

ويزدادُ همُّ الليلِ حِملاً مِنَ النوى
جروحُ الهوى تكوي بِقُربٍ و في الجفى

و لمّا دَعت عيني هواها و هَلّلَت
رأت عينُهُ اندارت إلى الغيرِ و اختفى

لكُلٍّ هوى يمشي سبيلاً و منهجاً
و طوبى لمن كانت مُناهُ الذي اصطفى

ربيعُ الهوى يهدي دموعاً و فتنةً
لعشقٍ بدا جُرحاً و حيناً بدا شِفا

غرامي اشتكى منّي و ثارت جوارحي
وسارت جِراحي دربَ شوكٍ على الحفا

جميلُ المُنى أَنسى مآسي طريقها
و طيبُ النُّوى عن جُرمِ عينٍ جَنت عفا

يطيبُ الجنى في أعينٍ جاهدت لهُ
و يحلو غرامٌ في ليالٍ لها هفا

دعى الناسَ إقبالاً بلا ذكرياتهم
فأحلامهم آلت جراحاً و لو صفا

فمن يرتضي حالاً تَلَوّى زمانُهُ
و من يُرجِع السلوى لِقلبٍ توقَّفَ

إذا الحظُّ وافاني أرى أعيناً جفت
و لحظاً بَرى سهماً لسهمي و أجحفَ

و حالاً طغى حالاً لعشقٍ مواربٍ
عيونٌ بدت حُبّاً و جفنٌ لهُ نفى

كأنَّ الأسى فينا خِصالاً و فطرةً
َو عودُ الصَّفا خابت و وعدُ الجفا وفى

حوت أضلعي ناراً لتُخفي غرامنا
و لونُ الهوى جهراً إلى ناظِرٍ طفا

فما من غرامٍ جاءَ مِن غيهبٍ و ما
كان مِن هوىً إلا كفى الدَّهرَ و اكتفى

و لا حيلةً تُجدي كَذوباً سبيلهُ
سيبدو جليّاً أيَّ أمرٍ تَكلَّفَ

و من عينُهُ ذاقت لهيبَ الهوى هَوَت
لرأيٍ و ما جاءت بِوصفٍ و أنصفَ

رياحُ الأسى مرّت بقلبٍ مُحَطَّمٍ
فزادت عليهِ الهَمَّ بُؤساً فأتلفَ

سبيلُ الوفاءِ ما جاءَنا مِن مُخادِعٍ
مللنا وُعوداً كم أتانا و سَوَّفَ

ليبني غراماً من حُطامٍ مُكَبّلٍ
بَدا عاجزاً يمشي لعشقٍ مؤفّفا

و حالي بأوحالِ التّمني مُلَطَّخاً
بِبسماتِهِ زوراً ردى الحالِ غَلَّفَ

أرى في يقيني سراباً كأنّما
وعوداً أتت زيفاً و إن جاءَ أخلفَ

فَمَن مِثلُهُ عندَ التباهي بما أتى
و مَن مِثلُهُ إذا قادَ ناراً و اشتفى

سليم عبدالله بابللي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ملكة الياسمين بقلم فاطمة حرفوش

" ملكة الياسمين" دمشقُ يادرةَ الشرقِ وعطرَ الزمانِ  ياإسطورةَ الحبِ ورمزَ العنفوانِ لا عتباً عليك حبيبتي إن غدرَ بك الطغاةُ وأوصدو...