بقلمي : سليم بابللي
من البحرالطويل
============
إذا أقبلت ليلى عذابُ الهوى لفى
و إن بَعَّدت جفني على دمعتي غفى
ويزدادُ همُّ الليلِ حِملاً مِنَ النوى
جروحُ الهوى تكوي بِقُربٍ و في الجفى
و لمّا دَعت عيني هواها و هَلّلَت
رأت عينُهُ اندارت إلى الغيرِ و اختفى
لكُلٍّ هوى يمشي سبيلاً و منهجاً
و طوبى لمن كانت مُناهُ الذي اصطفى
ربيعُ الهوى يهدي دموعاً و فتنةً
لعشقٍ بدا جُرحاً و حيناً بدا شِفا
غرامي اشتكى منّي و ثارت جوارحي
وسارت جِراحي دربَ شوكٍ على الحفا
جميلُ المُنى أَنسى مآسي طريقها
و طيبُ النُّوى عن جُرمِ عينٍ جَنت عفا
يطيبُ الجنى في أعينٍ جاهدت لهُ
و يحلو غرامٌ في ليالٍ لها هفا
دعى الناسَ إقبالاً بلا ذكرياتهم
فأحلامهم آلت جراحاً و لو صفا
فمن يرتضي حالاً تَلَوّى زمانُهُ
و من يُرجِع السلوى لِقلبٍ توقَّفَ
إذا الحظُّ وافاني أرى أعيناً جفت
و لحظاً بَرى سهماً لسهمي و أجحفَ
و حالاً طغى حالاً لعشقٍ مواربٍ
عيونٌ بدت حُبّاً و جفنٌ لهُ نفى
كأنَّ الأسى فينا خِصالاً و فطرةً
َو عودُ الصَّفا خابت و وعدُ الجفا وفى
حوت أضلعي ناراً لتُخفي غرامنا
و لونُ الهوى جهراً إلى ناظِرٍ طفا
فما من غرامٍ جاءَ مِن غيهبٍ و ما
كان مِن هوىً إلا كفى الدَّهرَ و اكتفى
و لا حيلةً تُجدي كَذوباً سبيلهُ
سيبدو جليّاً أيَّ أمرٍ تَكلَّفَ
و من عينُهُ ذاقت لهيبَ الهوى هَوَت
لرأيٍ و ما جاءت بِوصفٍ و أنصفَ
رياحُ الأسى مرّت بقلبٍ مُحَطَّمٍ
فزادت عليهِ الهَمَّ بُؤساً فأتلفَ
سبيلُ الوفاءِ ما جاءَنا مِن مُخادِعٍ
مللنا وُعوداً كم أتانا و سَوَّفَ
ليبني غراماً من حُطامٍ مُكَبّلٍ
بَدا عاجزاً يمشي لعشقٍ مؤفّفا
و حالي بأوحالِ التّمني مُلَطَّخاً
بِبسماتِهِ زوراً ردى الحالِ غَلَّفَ
أرى في يقيني سراباً كأنّما
وعوداً أتت زيفاً و إن جاءَ أخلفَ
فَمَن مِثلُهُ عندَ التباهي بما أتى
و مَن مِثلُهُ إذا قادَ ناراً و اشتفى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق