شاءت الأقدار أن تصادف إقامتي بمدينة الجسور العتيقة قسنطينة المولد النبوي الشريف تلك الصور التي ستبقى عالقة في ذاكرتي وانت تسير في أزقتها القديمة يعانقك عبق الماضي و رائحة الإحتفال بخير الأنام سيدنا محمد عليه ألف صلاة وسلام عند عودتنا إلى الفندق رتب الإخوة جلسة مباركة يذكر فيها صفات سيدنا رسول الله وكان الإخوة من مختلف بوع الوطن وإذا بشاب يدخل باحة الفندق يتساءل عن علة الإحتفال يتقدم دون أن يرد عليه أحدا دون تردد استقبلته وأجلسته إلى جانبي وشرحت له ما تيسر ومغزى الإحتفال فرح كثيرا وقدمت له بعض الحلويات الشرقية إبتسم قليلا قلت له لما هذه الإبتسامة رد إن هذه الجلسات قليلة عندنا باليابان .
كان شابا في الثلاثين من عمره يصطحب مجموعة من المتقاعدين وهي عادة موجودة من فترة الخمسينات في المجتمع الياباني وهي كما قال الشاب تسمى حق الخدمة التي قدمها كل واحد منهم لما كان شابا ولما طال النقاش'بيننا أخبرني أن كل واحد منهم مطالب بتقديم تقرير عن تلك الرحلة التي طالت أكثر من 31 دولة وكانت الغاية دراسة كل يتعلق به الدولة من سلوكيات اولا ثقافية ثانيا إستهلاكيا وكلها كما أخبرني شيو أرضية يستفيد منها الإقتصاد الياباني
إن ما يهم من هذا اللقاء هو كيف يهتم المجتمع'الياباني من مساهمة المتقاعد من معرفة لبناء الإقتصاد و التنمية التي تهم الجميع ولا تخضع إلا لمعايير الفعالية دون النظر الى سن المواطن الكل من أجل الكل كما أخبرني شيو وإنا اتحاور معه كشف لي بعض ما رأى من خلال هذه الزيارة قائلا إننا نختلف عن كثير من الشعوب التي رأيتها بصحيح العبارة أكثر ما رأيت جماعات تجلس في محطات النقل لا تشغل نفسها ولا تساهم في إقتصاد بلدانهم بل ينتظرون الأخبار فقط ومن الدولة ما تقدم لهم من إعانات أو مساعدات إن ما ينقص كما قال شيو خارطة جديدة للإنسان وهو يحدثني' تذكرت مالك ابن نبي وشروط النهضة الحضارة بناء يحتاج'الى'الإنسان والتراب والزمن يقول شيو ثروات دون لمسة الإنسان طبيعة تحتاج إلى من يحركها عذراء تفتقر'إلى موجه .
طال الحديث عن تلك الوجوه التي قابلتهم تنظيم وإستعداد
للتنقل وإكتشاف ما تزخر به تلك الخرائط التي رسمت لهم لرسم واقعها وما تحتاج إليه من مواد إستهلاكية على إعتبار غياب الثقافة إبداع كما يروي شيو
خارطة الإبداع يرسمها المتقاعد لبناء مستقبل الأجيال لا يهم موعد الجني بقدر ما يهم موعد الغرس .
بقلمي : البشير سلطاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق