الأربعاء، 10 أبريل 2024

نجمةٌ قطبيَّه بقلم محمود علي علي

نجمةٌ قطبيَّه
"""""'
طلّتْ علينا نجمةٌ قطيبةٌ
في ليلةٍ عجماء كانت مُقْمِرَهْ

خمريةٌ سمراءُ حاكتْ عَنْدماً
وكأنَّها في اللجِِّ تبدو مُبْحِرَهْ

حاكتْ ريامَ البيضِ في لفتاتها
ترنو إليها في البطاحِ المُقْفِرَهْ

بين الصريم لقد تراءتْ واللوى 
تسري بليل لا تهاب القسورَهْ

طوت الفيافي والديار بعيدة
طيّ السجلِ إذِ انطوى مَنْ حرَّرَهْ

جَرَحَتْ فؤاديَ من رموشٍ صُوِّبَتْ
كسهامِ قوسٍ أو سيوفٍ مُشْهَرَه

وردتْ على نبعِ الصفاءِ ومروةٍ
ولقد تراءتْ كالغزالِ مضمَّرَهْ

فَنَصَبْتُ أشراكي بمفترقٍ لها
في جنحِ ليلٍ والنجومِ المزهرَهْ

وتخذتُ صومعتي كمحرابٍ وقد
بانتْ لغيريَ فوقَ تلٍّ منطرَهْ

وجعلتها من مثل متراسي وما
صلّيتُ آنيَ كي أنالَ الجوهرَهْ

وفككتُّ ختماً عن معتّقةِ المدى
شاخَ الزمانُ وماتزالُ مخمَّرَهْ

في دنِ أقبيةِ الزمانِ تخمرَتْ
من قبل آدمنا وقبلّ المعصرَهْ

في تكّةٍ للدهرِ أخفتْ كنهها
وتمادتْ الأيامُ وهيَ المنكرَه

ورشفتُ كأساً طيّباً بمذاقهِ
ورجوتُ ربّيَ أن أنالَ المغفرَةْ

طالتْ ثوانيَ قد قضيتُ كأنَّما
ساعاتُ وقتيَ في المكانِ مُسَمَّرَهْ

وطفقتُ أحصيَ في النجومِ أعُدّها
والفكرُ يحصيَ ماأرى أو لم أرَهْ

والفجرُ باغتني وباغتني الكرى
والّليلةُ الظلماءُ باتتْ مُدبِرَهْ

والبدرُ فيها قد أتمَّ مدارهُ
إذ راح أوّلهُ يحاكي آخرَهْ

وأنا بمحرابِ الهوى في تلَّةٍ
قد صادَني صيادُها ماأشطرَهْ

بقلمي ـ محمود علي علي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

‏بنك القلوب بقلم ليلا حيدر

‏بنك القلوب بقلمي ليلا حيدر  ‏رحت بنك القلوب اشتري قلب ‏بدل قلبي المصاب  ‏من الصدمات ولما وصلت على المستشفى  ‏رحت الاستعلامات ‏عطوني ورقة أم...