الثلاثاء، 25 يونيو 2024

كدية مانع بقلم ابراهيم عثمان

من روايتي كدية مانع

وقبل أن تودعه.. اقتربت منه، وراحت تقبله بحرارة ، وتمرر كفها على رأسه ووجهه المخضل.. ضمته الى صدرها بحنان الجدة التي تتوقع الخطر قبل حدوثه، وهي توصيه قائلة:
- انتبه ابني ، وانزع من رأسك هذه الوساوس والأفكار الشيطانية.. والدتك ستغضب كثيرا عندما تعلم، وكذلك شقيقاتك؟
جدتي وهل غضبت أنت عندما تركك والدي وعمي صالح والهاشمي والبشير والتحقوا بالنضال المسلح من أجل حرية العباد واستقلال البلاد؟
لا مجال للمقارنة هنا يا بني، لأن الأمر في هذه الجزئية يختلف كثيرا عما نحن فيه.. ثم انك لا تعرف شيئا عن الأستعمار الفرنسي ؟!
استغرب هذه العبارة التي رأى فيها استكشافا لحالته النفسية المأزومة، ونقدا لاذعا لغربته الروحية والأجتماعية في وطن كان جده واحدا من الذين صنعوا استقلاله، ودوخوا فرنسا ببطولاتهم في المدن والقرى والجبال.
يقال أن الجبهة طلبت منه أن يقوم بعملية فدائية جريئة بمزرعة صونييه.. أعطوه خنجرا، وأعطوه أيضا خريطة لتحركات الضابط فاي الذي أحرق فرج فاطمة الزهراء بأعقاب سجائره.. طلبوا منه أيضا أن يحاسبهم بسلاحه قبل رأسه وقبل قبوله في صفوفهم من عدمه.

بقلم: ابراهيم عثمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

اغضب بقلم أحمد الكندودي

  اِغضب  *** اغضب لرد نخوتك التي  داسها جرو... فقد الملة  والهوية عجب ثر على صمتك عجزك ونقصك  ويأسك اِحرق  في النقس والعقلية كل خرافة... وشط...