الثلاثاء، 25 يونيو 2024

أوراقٌ ساخنة بقلم سناء شمه

(( أوراقٌ ساخنة )) 

نذرتُ مافي بطنِ حروفي 
أن لا يُدغدغ الشعرُ قلبي 
وأن لا أغازل الشمسَ كعروسةِ في السماء. 
نذرتُ أن أصومَ عن العشقِ 
ولا أدنو لِرَملٍ مُتحرِّكٍ قُبُلا 
وأن لا أغور في خُلجانِ الدهاء. 
أتعبتني مرايا البلور المكسور 
وجنائنُ زهرٍ تهاوتْ كالصريمِ. 
أجهضتْ في داخلي كلَّ الأشياء. 
ألفيتُ قمري كأنّه مازالَ غرّةً
توارته السحابُ دونَ اكتمال. 
عزفتُ عن ندى الأشواق 
ولبثتُ أمَشّطُ رصيفَ قدري. 
في غطاءاتِ ليلي تتلاشى أنجمي 
فسيدةُ النجومِ يباغتُها كلّ ضَرَرِ. 
حتى خلتُ أنّ الفجرَ موصودٌ 
وحبالُ التمنّي تزيدُ في أسري. 
لم يَكُ قربانُ الهوى إلاّ تَوهّماً
كاتَمَني في وجعٍ يَقصي في أثري. 
يوم غامَتْ الروحُ بثوبِ مُتَيّمٍ وأنكرتْها الضباعُ في ظُلَلِ 
وأمسيتُ خليلةَ الصمتِ في بيداءِ. 
ماعادَ النبضُ يُجلجلُ في الفؤاد. 
ولا سَلَوتُ النفسَ أن يفيضوا عليها من الماءِ. 
وإن دَمدَمَ الرَعدُ على صقيلِ نافِذتي 
مافَزعتُ من أمطارِه نُزُلا. 
ضجَرَتْ عينايَ من أغلفةِ الأحزانِ. 
بِتُّ أترجمُها بأوراقٍ ساخنةِ البُكاءِ. 
عجباً.. 
كيفَ لِيتيمٍ يُهدهَدُ في مَهدٍ ذي عَرَجٍ؟ 
أن ينامَ قابضَ الأجفانِ. 
وأنّى لِغصنٍ فَتِيٍّ أن يُعاندَ الريحَ؟ 
وأوتادُه تَشَظّتْ قُبيلَ الندى. 
وبين هذا وذاك تتلاطمُ أورِدتي 
فمنذُ طفولتي أقادمُ الموجَ 
أخرسُ جعجعاتِ المارِّين 
في سوقِ الهوى. 
تَبّاً لقلبٍ يمتطي الخنوعَ
فما علّمتُه إلاّ أن يمضَغَ العِشقَ في كِبرياءِ. 

قلمي /سناء شمه 
العراق 🇮🇶

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

أتخيل هذه اللوحة الفنية بقلم نورهان محمد علي

أتخيل هذه اللوحة الفنية گ بوابة السنة الجديدة 2025 لمن يمر منها يتمني ويدعو الله أمنيته علها بداية جميلة بذكره علها نبض يتجه ويصح وجود...