(من ذكرياتي أثناء إعارة في بَلد عربي)
حَلَلْتُ مِن "قـرطاج" بالـخَضْـرَاءِ
بِمَعْـهَـدِ "الطَّـبَاقَـهْ و الخَـضْــرَاءِ"
فاسْتَقْبَلـتْنِي ، فَـرَحًـا بِمَـقْدَمِي،
جَحَـافِـلُ البَـعُــوضِ بالـغِـنَــــاءِ
بَاتَـتْ لِـلَيْلٍ كَامِلٍ تُـسْمِعُـــنِـي
مَـزَامِـرًا في قِـمَّـةِ "الـبَـهَــاءِ"
و وَقَـفَتْ، لَعَلَّهَـا، لِـمَقْدَمِي
جِبَـالُهَا السَّـوْدَاءُ في الخَـلَاءِ
تُـحِيـطُ بِي، حَافِظَةً لِضَيْفِـهَا
مِنْ عَـارِضِ الهُمُـومِ والـبَـلَاءِ
وزَادَتِ الـطَّبِـيـعَـةُ خَـنَـادِقًا
مُعْـظَـمُهـَا مَـغْـمُـورَةٌ بِـمَــــاءِ
وهَـبَّت العَـقَارِبُ سَـرِيعَـةً
مِن أبْـعَـدِ الأَنْحَاءِ والأرْجَاءِ
تُـشِـعُّ مِن زُبَـانِــهَـا لَافِـتَـةٌ:
يَا مَـرْحَبًـا بِقَـادِمِ "الخَضْـرَاءِ"
و"الغُولُ" (*) هَبَّ في الدُّجَى مُسْتَنْكِرًا
إزْعَـاجَ صَوْتِ ضِـفْـدَعٍ في المَـاءِ
مَا أكْـرَمَ "الغِيلَانَ" فِي "طَبَاقَةٍ"
تَـزُورُنِـي في الصُّبْــحِ و المَـسَاءِ
حَتّى المِيَـاهُ ، في "العُيُونِ" لُوِّنَتْ
بِأحْـمَرٍ و أَخْـضَـرِ الــرِّدَاءِ
والسَّمَكُ ،فِيـهِ ،بَدَتْ أفْوَاجُهُ
تَزُورُنِي، في مَسْكِني، في الـمَاءِ
إنِّـي نَسِيـتُ بَسْمَةَ"الـخَضْـرَاءِ"
في غَـمْـرَةِ التَّرْحِيـبِ في "الخَضْرَاء"ِ.
(*): الغـول: هو الثّعبان عند العُمانيّين.
حمدان حمّودة الوصيّف ... (تونس)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق