الأحد، 21 يوليو 2024

حديث الصمت بقلم لطيف الخليفي

حديث الصمت
(الإهداء : إلى امراة تحمل عطر الجمال بين كفيها...)

حين يأتينا الزمان
نلعب بالتراب 
ونشرب ماء الغدير 
كنا ...تقريبا
نتحدى الشمس والقمر 
ونلهو بين قضبان الحرارة
ونرسو على ترسانة البرد

حين كان الزمان يلاعبنا 
لا نعرف السياسة ولا الثقافة ولا .....
ولا كل شيء
        نسقي القطيع 
ونقتل الثعابين 
ونراقص ....حتى الكروم 
رغم أننا نجهل الزمن...
....نجهل الوقت والاعياد
......حتى اعياد الميلاد لا نعرفها 
فقط نأكل لنعيش
أو نعيش لناكل.....
نحذق جيدا جميع النزالات 
ولا نعرف الاسباب 
لأنهم لا يذكرونها....
ولأنهم هكذا علمونا....

تمر بالقرب منا
وخصلات شعرها تغطي بعض وجها 
وعطرها يغشانا
فنركض كالجياع نحو نقطة مجهولة
فينكسر الظل
وتعود من جديد...

زماننا يمر هكذا كالهواء...
كالماء...بلا رائحة ولا لون...
كنا نحب زماننا المقيت 
وندوس على كل الحصى
ونرسم شجرة وارفة ظلالها
الظل يبقى طويلا كل الوقت
ونحن لا نحسن الحساب
ولا حتى اللعب
فقط...نركض. نحو تلك النقطة ...
صوت الناي تحت سفح الجبل
يرسم تسابيح باردة
والقطيع يتقن الرعي
وينساب بيسر كلما كثر الكلأ

...............السيد الزمان تنكر
لبس جلبابا وعمامة 
توكأ على عصاه الانيقة 
وصاح فينا: " لا تتركوا الارض بورا..!!
نكسنا اعلامنا
وهممنا أن نتكلم ...ولكن
لكن سكتنا...
تعودنا السكوت
رغم الصراخ الداخلي
هكذا عودونا
وجميعنا يحسن التعود
ويقدس الصمت....
لطيف الخليفي/ تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ليتني أقرأك بشفاهي بقلم رفيعة الخزناجي

  ليتني أقرأك بشفاهي  أسطورة عشق أبدية  وأتنفس حبك بجنون وأحس النبض المسائي وأعيش متعة الثمالة  وألثم .... جبين القمر وألمس  شامة خدك   وأبل...