لا تتعجب إن أصبح كل شيء حبر علي ورق ....
ولا تتعجب إن عوقب الأمين وكوفيء من سرق ....
ولا تتعجبك وقد بات الفؤاد سجين .....
خلف قطبان من فيه ذاب وعلية إحترق .....
لا تتعجب وقد علمت أن هذا الزمان ...
ليس وقت أهل الشهامة والفرسان .....
وقد إختفي الخل والصديق .....
من يجود بروحة منقذ رفيقة من الغرق ....
لا تتعجب إن رأيت الكذب يجري في عروق ....
من أخلص و أوفي وعاهد وصدق ....
لا تتعجب إن رأيت الجبين يعلو ويتعاظم ....
ويوم قد غطاة من الجهد الغبار والعرق ....
لا تتعجب إن نسيت مثلي طعم الذكريات ....
وقد تولي كل صاحب وعن صحبة إفترق ....
قل لنفسك تلك دنيا وأيام .....
لا تصدق لها قول ولا كلام .....
وتدوم لأحد ولا تبقي علية .....
تدوس علي الرقاب ....
وتعشق العذاب ....
وتمر دون إلقاء السلام .....
ثم يسير العمر معها مستسلم .....
وارثا من صاحبة .....
قراطيس وصحف وخطوط أقلام ....
ثم تجمع بقعة محدودة .....
آلاف الأجساد مرصوصة .....
أعزاء علي النفس أحبة وكرام .....
وتبقي العين علي الأيام دامعة .....
وتبقي الأجفان مرفوعة .....
لا تغفو ولا تنام .....
ثم تتجاوز يا صاحبي خطوة .....
وتجد نفسك في واقع .....
كنت تظنة أحلام ....
يا صاحبي هذه دنيا .....
كإمرأة أدمنت المساحيق ....
لا تعرف من القول والفعل ...
ما يجوز ولا يجوز .....
ما يناسب وما يليق .....
لا عون فيها ولا سند .....
فأصدق محبيها .....
ينال من صاحبة .....
إن خلا وأظلم الطريق ....
تحمل معني الغابة .....
وتجسد قانونها .....
بالتعبير المحكم الدقيق ....
يجتمع فيها أهل الباطل ....
فرحين بما فعلوا .....
وقد تحلوا بروح الفريق ....
يدس السم في ظهر من جاور ....
ويدعي أنه محب له وعشيق ....
فقتل من ملكت ثمن الأداة لقتلة ....
فقد إنتهي زمن القلب الطيب الرقيق ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق