فيما مضى حياة البشر إتسمت بالإنسانية حيث طالت جميع المجالات رغم تفاوت الأعمار و اختلاف حقباتها الزمنية.
نذكر جميعنا ان زمان آبائنا و أجدادنا كان متشددا بحيث ان الكبير كبير و الصغير صغير ، فلا وجود لاختلاط الأدوار ولا لمنطق انت اولا ثم أنا.
و لأجل ذلك نتعجب كثيرا لما آلت إليه هذه الاخيرة ، حتى أنها أضحت متاهة لا سبيل فيها إلى الخروج.
ترى فيها ما لا يخطر على قلب أحد، من إسقاط للنظام الداخلي والخارجي للأسرة و استبدال الأسس و الركائز الأساسية لها حتى خارت عمائدها و همد سقفها و طبعا و كما هو معلوم فإن المقدمات الصحيحة تؤدي دائما و أبدا إلى نتائج صحيحة، فبإنهيار سقف الأسرة يودي بصورة حتمية تسلسلية إلى انهيار سقف المجتمع ثم مباشرة إلى سقف الأمة.
من هذه النتيجة - التي نراها الآن - نستخلص سبب تقدم بقية الأمم و أسباب التحام مجتمعاتها و التي طبعا تساهم بصفة رئيسية في تقدم اقتصادها و نمو قوتها تواترا جيلا بعد جيل. فبقية الأمم - لمن درس التاريخ الإنساني على مر العصور - ما كانت تعيش حياة الانسان بقدر تشبهمم بحياة الحيوانات في الغابة لكن استطاعوا الوصول إلى مخرج لمجتمعهم من قعر الجب إلى نور الدنيا و كان هذا الأخير من خلال التعلم من انهيار أسرنا و انحلال ركائزها، فأخذت ما نحن رمينا بيه عرض الحائط مقابل ما كان هو سبب في تأخر تلك الأمم قديما ، و هذا ليس ذكاءً منهم ولكن نحن من فرطنا أولا في كنوزنا بملئ إرادتنا. و هكذا و كنتيجة مأساوية اضحينا نحن من يقبع قي قعر الجب و هم خارجه...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق