قصة قصيرة
لما الشيطان يبعترك
الكاتب المصري م محمود عبد الفضيل
عاد من الكلية يحمل كل هموم الدنيا فقد رسب لأول مرة في حياته فهو لم يذق طعم الفشل من قبل و لكن هذه المرة أضاع الكثير من الوقت في علاقه عاطفيه نسجها في خياله
بينه و بين رانيا تلك الفتاه الجميله التي تقبع في اخر الشارع ،كم كانت فاتنه رغم صغر سنها فهي علي أعتاب نهاية المرحلة الثانويه وكلها شهور و ستصبح فتاه جميله تتمتع بالفتنة و الملامح الاوروبيه و الشعر الطويل و القد المياس مما جعلها ملفته لنظر كل من يراها و يحاول الجميع في يأس التعرف عليها ولكن هيهات
عزمي بعد كل محاولاته اليائسة للفت نظرها لم يحصد غير ابتسامات بسيطة و رسوب لأول مرة في حياته
قرر إلا يضيع وقت مرة أخري في التفكير فيها و التركيز في دراسته و مع الحالة النفسيه السيئه التي يمر بها
اختار مسجد بعيد نسبياً عن محل سكنه في أحدي العمارات السكنية في المنطقه للصلاه فيه حتي لا يختلط بأقرانه الناجحين و يتحاشي نظرات الشامتين
و مع انتظامه في الصلاة بدأ إطلاق لحيته ليس تدينأ بقدر عدم رغبه في الاهتمام بمظهره
لم يكن يعلم أن ذلك المسجد الهادئ هو مقر لأحدي الجماعات الإسلامية و المسجد مراقب علي مدار ٢٤ ساعة
و يتم تسجيل اسم كل من يرتاده خاصه بعد نزاع عنيف بين تلك الجماعه و جماعه أخري أرادت وضع يدها علي المسجد ومن يتولي قيادته
شهد الكثير من المناظرات و المشاركات بين أعضاء الجماعتين و بدأ يشعر بأنه مراقب من جهه ما ربما تكون أمنيه
خرج من المسجد بعد مشاحنات بين الجماعتين علي خلاف فقهي لم يفهم فحواه و بمجرد دخوله منزله رن موبايله
ولم يرد أحد و تكرر الموقف علي فترات زمنية قصيرة
تقريبا كل يوم في نفس الميعاد و عندما يحاول الأتصال بالرقم يجده مشغول
تسأل في حيرة هل أنا مراقب ام أحد أفراد الجماعات يحاول التواصل معي
و قرر أن يتصل بالرقم من خط اخر اشتراه حديثا
و بالفعل علي الجانب الآخر ردت فتاة بصوت ناعم
بالفعل أنها رانيا وبعد أن أخبرها باعجابه بها و علم منها كيفيه حصولها علي رقمه عن طريق شقيقها صديق شقيقه الأصغر و أنها تتابع ما وصل إليه بعد رسوبه
أعلنت حبها له و استمرت المكالمات بينهما حتي أتي اليوم الذي ألتقي بها في أحدي الشوارع الجانبيه ،شعر بسعادة. بالغه و نشوي مفرطه وهو يتلمس يديها و تتشابك الكفوف و الاصابع و يسيران بخطي متوازية جنبا إلي جنب
فقد حلق لحيته وعدل هندامه و عاد كما كان قبل الرسوب
بدأت الحياة الجامعية و هو في كامل نشاطه يحاول تعويض ذلك الرسوب اللعين و لكن رانيا بدأت في إهماله بحجه أنها في ثانويه عامه و تحتاج إلي التركيز
تقبل الوضع علي مضض رغم عدم اقتناعه بما يحدث
فما يمنعها من الرد علي موبايله أو لقائه مرة كل شهر
و اقنع نفسه بحجتها الغير منطقية
نجحت رانيا في الثانويه العامه و التحقت بالكليه التي يعمل بها والدها كأستاذ جامعي ووالدتها كموظفه بدرجه مدير عام هناك
كل المؤشرات تقول إن رانيا ستصبح في السلك الجامعي رغم غبائها الذي لا يختلف عليه اثنان
بدأ العام الجديد عزمي في الليسانس و رانيا في السنه الأولي في كليه أخري
قرر عزمي الذهاب إلي كليتها لعله يراها أو يلتقي بها
إصابته الصدمه عندما وجدها تقف مع شخص آخر من ملامحه هو يكبرها سنا ولمح في يديها دبله ذهبيه
تابعهما من بعيد حتي وجدها تركب معه سيارة فارهه
و اندفعت السيارة خارج الحرم الجامعي و هو ينظر إليها بدهشه خاصه أن رقم السياره مميز
عاد عزمي إلي كليته حزينأ لما رأي و لكنه قرر أن يجتهد في دراسته و يبدأ قصة حب جديده مع فتاه افضل من رانيا
ظل يبحث من تكون ؟ بحث في خياله كثيرا
حتي قفز من مكانه مثل ارشميدس عندما قال وجدتها وجدتها
أنها غادة ابنه رئيس الجامعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق