الثلاثاء، 10 سبتمبر 2024

أماندا بقلم حسني محمود إسماعيل

حسني محمود إسماعيل
           أماندا
 مازال تليفون وحيد يرن للمرة الثامنة ومازال نائما
ويرن للمرة التاسعة والعاشرة وبعد فترة استيقظ من نومه فرأي عشرة اتصالات وكلها من أماندا
انها المرة الاولي التي تتصل به في هذا الوقت ولابد من شيء ما 
فاتصل بها  
صباح الخير اماندا
صباح الخير ياوحيد
قالت له هل انت بخير  
قال الحمدلله بخير  
ماذا حدث؟! 
قالت له لا تأتي الي العمل الان 
قال لها لماذا هل حدث شي؟ قالت لا تأتي حتي اتصل بك ولا تخرج من الغرفة حتي اتصل بك 
وحيد هل تثق بي طبعاً اكيد أماندا
ولكن لما كل هذا وأغلقت الخط 
فتوتر وحيد بعض الشئ ولكنه يثق في أماندا 
وقام واخذ حمامه كما كان متعوداً قبل الذهاب الي العمل في الصباح 
ذهب الي المطبخ عمل سندوتش وكوباً من الشاي
ثم كوباّ اخر ويتمنى أن يرن هاتفه لكي ينجيه من الملل والوحدة القاتلة 
وتذكر أول لقاء بينه وبين أماندا الفتاة الريفية الانجليزية ذات الوجه الملائكي الحزين فمنذ وقت قصير فقدت ولدها في إنفجار أبراج امريكا  
التي أُتهم فيها المسلمون من الوهلة الاولي وتجنبت أماندا التحدث معه لكونه مسلماً وكان جميع العمال طيبين معه ويحبون أن يتحدثون معه الا هي وكان لا يرى مبرراً أو سبباً لهذا العداء الا أن عرف الحادث لولدها وانها تنظر إليه بانه الجاني فبدأ يبرر موقفها ولكنه ليس له ذنب في هذا الحادث الأليم وان في هذا الحادث ضحايا من المسلمين أيضاً 
رويداً رويداً ومع الوقت أحست بأن وحيداً إنسان يحب الحياة يحب الغناء دائماً مبتسم فقالت له لماذا أنت مختلف فقال كيف أكون مختلفاً 
قالت وجهك دائماً مبتسم إبتسامة صافية من القلب كلها ثقة لا تحمل هما بعكس المسلمين
قال وكيف ترين المسلمين ؟
قالت اراهم دائماً بذقن وشارب ووجهم دائماً فيها تهجم وغضب 
وقال لها ايغن رأيتهم قالت رأيتهم في التلفاز والبرامج منذ الحادي عشر من سبتمبر وان الهكم بذقن ويدعوكم للقتل 
فحاول أن يشرح لها ولكن لغته لم تساعده علي تفسير الدين لها
فذهب لمدينة كمبريدج لمسجد أبي بكر الصديق في شارع ميل روود فوجد كتاب موجز باللغة الانجليزية ما هو الاسلام
وبعد أن اخد منها وعداً بإحترام مافيه وعدم قرأته الا في الاماكن الطاهرة لقدسية مابه فوعدته 
ثم جأت في اليوم التالي وكأن وحيد يعرفها لاول مرة  
هل هذا دينكم نعم اماندا
هل هذا ماتعتقدون به نعم اماندا 
أدركت الآن سر ٱبتسامتك 
وما هي اماندا إنك تؤمن بالله وان لك اله لن يتركك ابداً 
صدقتي يا اماندا ومنذ ذلك اليوم ولم تترك اماندا فرصة حتي تتكلم معه أو تتحدث اليه في التليفون
ويقوم ليعمل فنجان آخر من الشاي ولكنه ينظر من شباك المطبخ ليري سيارة الهجرة وسيارة الشرطة آه يالهي ونظر الي محطة القطار فوجد مجموعة اخري من الشرطة واخذ يتوتر ولكنه رفع بصره الي السماء لرب الارض والسماء وتذكر مكالمة اماندا له فهدأ قليلا 
ورن تليفونه اماندا اماندا ماذا يحدث اماندا لا تقلق انتظر خلف الباب الخلفي انا قادمة إليك 
فوقف خلف الباب وجاءت وقالت له أنهم شرطة الهجرة وأنهم ممكن يأتوا الي السكن 
واني سأخذك الي اي مكان تريده حتي ينصرفوا
فقال لها ساخذ القطار قالت انهم يقفون عند المحطة فقال اذا ساذهب الي مسجد أبي بكر 
وذهبت معه وهي امام المسجد أذن اذان الظهر  
وما ان سمعت الاذان 
اصبح وجهها كالبدر 
فنظر وحيد وكبر الله اكبر أماندا انه يناديكي 
فلمعت عين اماندا فرحا 
اذا وهي في طريقها لباب المسجد فأذا بالكاهن 
ينادي عليها لا تدخلي ياأماندا فتقف نظرة اليه والي المسجد والي وحيد الذي قال الباب مفتوح والكاهن ينادي لا لا .. وتبتسم وتنظر اليه اماندا.......... 
حسني محمود إسماعيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

يوم الجمعة بقلم سمير مصالحه

يوم الجمعة  ::::::: ::::::: ::::: ::::::: بداية نور فجر الجمعة  قم توضئ واذكر الله  يوم الجمعة تاج الاسبوب صل على الحبيب المصطفى  كن ق...