دراسة وتحليل : د/علوي القاضي.
... في الجزء السابق أوضحنا أن مرض هوس (النجومية والشهرة) للأسف أصاب أؤلئك الذين يظنون أنهم دعاة إلى الله (مشايخ السلطان) ، منذ فترة ظهر فيديو ل (عمرو خالد) ذلك الداعية الواعظ المفوه ، حبيب الفنانات ، وما أدراك ماعمرو خالد ، صاحب محاضرات الشؤون المعنوية ، والتحريض على القتل وسفك الدماء ، الفيديو تم تصويره في مطعم وهو يغني ، (أهلا بالكوارع) ، وبعد البحث إكتشفت أن هؤلاء الدعاة أصحاب (مهنة الدعوة) يتقاضون عليها أجرا وليسوا دعاة لله بإخلاص ، فهم أمام الجمهور قمة في الإيمان والزهد في الدنيا ، ويبكون على الفقراء لضيق حالهم ، وفي المطعم يغنون للكوارع وملذات الدنيا ، أرأيتم فصام في الشخصية (شيزوفرينيا) أكبر من ذلك ، أرأيتم إسفاف وإنحطاط أخلاقي ونفاق أكثر من ذلك ، وليس غريبا عليه فهو يحتل المركز الأول في قائمة (مشايخ السلطان) حيث النفاق والمداراة والتقية والمحاباة ، ولا ننسى محاضراته في الشؤون المعنوية للتحريض على القتل وتحليل سفك الدماء ، وهو يعلم وقد يكون نسي أو تناسى أن كل آلام وأفراح الدنيا إلى زوال ، والذين يبكون ويضحكون سيرحلون ، والذين يعيشون العز والثراء والصحة ، والذين يتوجعون من الفقر والضعف والسقم راحلون ، الجميع سيلتقون على رصيف المغادرة عند بوابة الرحيل ، فأكثر البشر وجعا وتعاسة وعدما ، وأكثرهم ثراء وفخامة وقوة وعزا ، سيجمعهم نقطة عبور واحدة إلى العالم الأبدي الجديد ، الجميع ذاهبون قهرا رغما عنهم إلى تلك النقطة الفاصلة ، لذلك كان يجب أن يعي تماما أن كل معايير التفاضل في الدنيا مزيفة وخادعة وكلها أوهام ، وهم المال ووهم المنصب ووهم الجاه ووهم الصحة والجمال ووهم النسب ووهم السمعة ووهم النجومية والشهرة وثناء الناس ، في نقطة العبور غير مسموح بحمل شيء منها ، يموت أكثر أهل الأرض عزا ومالا وأبهة ، ومعهم يموت أذلهم وأكثرهم بؤسا وتعاسة وعدما ، يلتقون على الأرض الجديدة سواء بسواء (فالسوائية مطلقة) ، الذين جاءوا من القصور والأبراج والمنتجعات المطلة على الأنهار والبحار والحدائق ، والذين جاؤوا من العشش والأكواخ والشوارع والأرصفة وغرف الصفيح والسجون ، الآن في مكان واحد بنفس المواصفات والمقاسات والظروف ، شيء واحد فقط يتمايزون به هو العمل الصالح الذي كان لوجه الله ، وماكان لوجه الله دام وإتصل وماكان لغير الله إنقطع وانفصل
... الجميع أجمع أن النجومية والشهرة التي وصل إليها أصحابها رغم رداءتهم ، ليست كفاءة منهم ولاتميز ، لكن الجماهير هي التي تجعل الرديئين عظماء ، فهؤلاء الذين إستفادوا من ثورات الربيع العربي سواء بالسلب أو الإيجاب وتحولوا إلى قادة وعظماء على حساب دماء الثوار أنفسهم ، لم ولن تستمر نجوميتهم وشهرتهم ومجدهم فقصورهم بنيت على سطح الجليد ولابد يوما أن يذوب وتهدم قصور الوهم على رؤوسهم وإلى زوال إن شاء الله
... من نعم الله علينا أننا نعيش فى مجتمع كله عن بكرة أبيه يحب (كتاب الله) ، و (سنة رسوله) صلى الله عليه وسلم و (أهل السنة) ويحب (العلماء الثقات المخلصين) ، وهذه نعمة عظيمة ، وهذا الأمر يفزع أهل (البدع والخرافات) فى بلادنا وهم الآن على أقصى درجة من التشويش والكذب والإفتراء على (المنهج الإسلامي الوسطي) كتاب الله وسنة رسوله ، لأنهم يعتمدون علي إستمرار شهرتهم ونجوميتهم بالدجل والشعوذة وعلينا أن نواجه الفكر (البدعي) ب (الفكر الإسلامي الوسطي الصحيح) ، وهذه سنة الله فى أرضه فالحق غريب عند أهل الباطل وسيبقى غريبا (بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء) ، (والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين ٱمنوا وعملوا الصالحات وتواصو بالحق وتواصو بالصبر) ، وأنت يامن تلهث وراء الشهرة الزائفة ، إن أردت شهرة زائفة فكن مع أصحاب البدع والخرافات ، معهم خلال يومين ستصبح إمام لأكبر مسجد من مساجدهم وستجد الأذان بصوت فلان ! ودعاء القنوت بصوت علان ! وخطبة مزلزلة لفلان ! وقراءة خاشعة لفلان ! سبحان الله كلها نفاق ورياء ودونية وكبر وكذب وافتراء ! ، لأن أهل البدع يربون شبابهم على التصدر والرياء ولذلك تفزعهم (السنة الصحيحة) حيث التواضع وخفض الجناح للمؤمنين
... مرض الشهرة والترند لم يسلم منه أحد وأصبح بشعا جدا في كل الأوساط ، كل شخص يفكر يكون نجم مشهور وترند يصور فيديوهات تحت أى فكرة ولو تافهه ، مثلا سيدة تعمل أكلات ، والثانية روتين يومي ، والثالثة خبيرة علاقات تقدم نصايح ، والبنات والعياذ بالله عديمي التربية يطلعوا يلبسوا ويرقصوا ويستعرضوا نفسهم
، والأستاذ الخبير فى الإدارة ينصح الموظفين ويكرههم في شغلهم ، وٱخر ثقيل الظل يستظرف ، وغيره يعمل مقالب مصطنعة ، وأسوأهم تخلى عن رجولته في مواقف كثيرة ، وهؤلاء أصبحوا كثر ، منهم اللي بيعمل فيديوهات هو ومراته تحكي كل حاجة ممكن تتخيلها عن حياتهم وبيتهم وأولادهم أو أحداث وسيناريوهات لامعنى لها ، والغريب ومايدعوا للأسى والحزن وللأسف إن كل هذه التفاهات لها جمهور وعارفين أصحابها بالإسم ، والجمهور اللى عملهم نجوم ومشاهير ، أين المحترمون من الناس اللى كانت بتقدم برامج لها قيمة أخلاقية وعلم ونصح حقيقى ، لماذا تركوا المجال لهؤلاء التافهون وغيرهم فى صدارة واجهة المجتمع حتى ضاعت قيم المجتمع ووصلنا لمرحلة صعبة جدا ، وأصبحت العزلة عن الناس هى أسلم حل
... إستفحل مرض الشهرة ليتحول إلى طريقة من طرق النصب لدرجة أن ظهر شخص على منصة (تيك توك) ، مدعياً أن قطته نفخت عليه وسببت له تلف بالأعصاب ، وطالب المتابعين أن يصل إلى مليون متابع ، وحملة مساعدات وتبرعات بمبالغ كبيرة ، وبسبب خوف بعض الأهالي من تعرضهم لمثل ذلك ، قاموا بالتخلص من قططهم وبعضهم قتلها كما يدعون ، واستمر هذا الشخص بالظهور بالبث مع الأشخاص الطائشين ، وفي فترة وجيزة وصل إلى مبتغاه بالصعود للرقم الذي كان يطمح له ، ليظهر بعد ذلك ويقول أنه قد شفي تماماً وأنه قد تعالج بشكل روحاني ، وقصة القطة كذب ، مما أثار غضب الناس الذين تعاطفوا معه
... وهناك ظاهرة جديدة منتشرة الآن وهي مرض الشهرة وإستغلالها في الترويج لمهنة أو وظيفة ، يحكى أحد الأصدقاء (محامي) ، أن زميل له محامي حديث السن مقيد (محامي إبتدائي) عنده صفحة عليها متابعين كثيرين ، ومحامي ٱخر (أستاذ نقض) محترف ومتميز إنتقد الزميل سالف الذكر (الإبتدائي) ، ولكن العلاقة بينهم تطورت بشكل إن الطرفين يستفادوا من بعض ، الزميل الأول (الإبتدائي) يكسب ثقة أكبر لما الناس تلاقي أساتذة خبرة وأقدم منه بيمدحوا فيه ، وبكده يبقى هو عوض نقص الخبرة اللي عنده ، والزميل الآخر صاحب الخبرة القديم في المهنة ولكن موصلش لعدد كبير من الناس والشهرة فحب يستفاد من عدد المتابعين اللي عند الأستاذ الأول وده حاجة أشبه بالدعاية بدل ما يدفع إعلانات ممولة ، بعض من الأساتذة الزملاء حبوا إنهم يزودوا متابعين ويوصلوا لعدد أكبر فمدحوا في الأستاذ (الابتدائي) صاحب المتابعين الأكثر ، يقوم الأستاذ يأخذ لهم شيرات ، بقى كل اللي عايز شير يمدح في الأستاذ ، والأستاذ من ذكائه بياخدوا شيرات لأي حد بيمدحه ، ولذلك عدد المتابعين وصل لأكتر من نص مليون متابع ، لأنه في البداية ظل ينشر فيديوهات مسلسلات وفيديوهات مثيرة للجدل وكم فيديو عن الحياة العامة ، وبذلك ريتش الصفحة عدى وجاب مشاهدات بالملايين ، فضل يكرر الموضوع حتى وصلت الصفحة ٦٠٠ ألف بعد كده حول الصفحة لخدمة مكتبه فقط ، أرى أنه ذكي وأحسن التصرف ، الأمر المثير للجدل في هذه الرواية والخارج عن إرادة كل الأطراف هو (حب الشهرة والنجومية) وحب الأنا وبعد فترة كل هذا سيختفي إلى الأبد ، ونقطة ومن أول السطر
... وإلى لقاء في الجزء العاشر إن قدر لنا ذلك وقدرت لنا الحياة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق