بقلم الشاعر إبراهيم العمر .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لطالما انتابني هذا الشعور ,
لطالما تمنيت أن أختبر إحساس الصخور
وهي تنتظر على الشاطئ ,
تلاطم أمواج البحور
على مر الأزمنة والعصور,
ماذا ينالها غير الملوحة ؟
ماذا ينالها من مياه البحر ,
تبقى جافة وتبقى قاسية
ويخال الناس دموعها رذاذ الموج ,
يخال الناس صراخها صوت لطمات الماء ,
يخال الناس أنها تنال شيئا من الإنتظار
يخال الناس أنها تنال بعض الحنان من ألوان الغروب ,
وأنها تحظى ببعض البهجة من قشور الفستق
التي تلامس شفاه العاشقين .
لطالما تمشّيت على الشاطئ بعد العصر ,
لطالما راعني هذا السحر ,
لطالما تكسرت الأمواج عند قدمي الحافيتين ,
ولطالما جلست طويلا على تلك الصخور
وشعرت ببرودة الحجر
وكانت دموعي الساخنة تسيل وتختلط برذاذ البحر ,
وشعرت بتفاهة الأشياء ,
شعرت بعلقمية القدر ,
شعرت بالنداء يضيع مع الموج ,
وشعرت بالصرخة تموت ,
تختنق وتتلاشى مع خيوط العتم ,
كلما أرخى الليل أطراف الرداء
وكنت أشعر , في كل مرة , بأنني,
في نهاية الغسق
قد أصبحت جزءا من تلك الصخور ,
ولا أدري متى يتبلد إحساسي
ومتى يصبح قلبي مثل الحجر !
ـــــــــــــــــــــــ
إبراهيم العمر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق