حبيبتي داعرة
الشاعر الدكتور جهاد صباهي
ما أصعبَ أن أكتشفَ
أن حبيبتي ليست حبيبتي
وأن قبلتَها مشهدٌ من مسلسلٍ عربيْ
حمرةُ شفتيها عميلةْ
وسحرُ كحلتِها وسيلةْ
ما أصعبَ أن أكتشفَ
أن حبيبتي داعرة
على صدرِها عاشقٌ غريبٌ
في أحشائِها حملٌ مُريبٌ
و على جبينِها وشمٌ عجيبٌ
ما أصعبَ أن أكتشفَ
أن حبيبتي تبوّلت واقفةً
على كلِّ الأرصادِ الجوّيةْ
و كلِ القصائدِ السريّةْ
و كلِ المشاعرِ السحريّة
ما أصعبَ أن أكتشفَ
أن حبيبتي أرض ٌملغومةٌ
تستفيقُ في أزقتِها رائحةُ البارودْ
و زواجُ المتعةِ
و كعكُ العيدِ الموعودْ
ما أصعبَ أن أكتشفَ
أن حبيبتي رصاصةٌ
تقمَّصتْ شكلَ القنابلْ
وأفرغت حمولتَها في حاوياتِ المزابلْ
أن حبيبتي
تاريخٌ مزوَّرٌ يُباعُ على أرصفةِ المقاهيْ
راقصةٌ تهزٌّ خصرها في أحضانِ الملاهيْ
أن حبيبتي
قصيدةٌ من بحرٍ مكسورْ
قافيتُها من حرفٍ مقهورْ
تفوحُ منها رائحةُ المهزومينَ من الحروبْ
في جعبتِهم حبٌ يندبُ حظَهُ
وقد تاهت عنه الدروبْ
ما أصعبَ أن أكتشِفَ
أن حبيبتي ليست حبيبتي
الدخولُ إليها مغامرةٌ غامضةٌ
والخروجُ منها دخولٌ آخرٌ في نارٍ مستعرةْ
أرفعُ نهديها لأرى الصورةَ بوضوحْ
أرى عَجباً
أهذهِ حبيبتي أم جثةٌ مشوَّهَةٌ
يُقشِّرُ الغرباءُ ثوبَها بالكلامِ المُباحِ
يشربونَ على جسدِها قهوةَ الصباحِ
ويتركونَها على صفيحٍ ساخنْ
تفوح رائحةُ سريرِها من فوَّهاتِ المداخنْ
يُشاعُ أنها داعرةْ
أستدرِجُها لتدخلَ القصيدةَ عاريةً
أريد أن يتلو الحبرُ عليَّ تفاصيلَها الصغيرة
بصراحةٍ أربَكني جسدُها العاريْ
فأنهيتُ القضيّةْ
د جهاد صباهي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق