السبت، 5 أكتوبر 2024

النقد والجمال بقلم عمر أحمد العلوش

( النقد والجمال )
إن النقد هو عملية دراسية وتحليلة وتفسيرية وتقييم للعمل المنقود من خلال ذوق الناقد وفكره وخبرته بالكشف عن مواطن الجمال الإيجابي وبواطن العمل الأدبي السلبية وغير ذلك في النص المنقود .

إن النقد قيمة عليا بكونه يتحرى الجمال خلافاً على ما هو مرتبط بأذهان الكثير من أن النقد هو هدم وكسر لشخصية المنقود بل هو تطور وتصحيح لمسار أدبي نحو الأفضل والأرقى ، ونحو قيمة جمالية سامية ، وعلى الناقد ألا يتعرض تعرضاً مباشراً لشخصية المنقود وعليه تقديم بدائل ومقتراحات إيجابيه دون المساس بهيبة الكاتب أو النص.

إن النقد توجيه لشخص المنقود ولفت نظره الى عوج ما ، وحذاري من أن يكون دافع النقد إنتصار للذات أو بدافع الحسد او الغيرة أو إستفزاز الشخص المنقود أو تحطيم العمل الأدبي حينها يكون النقد هدام غايته التجريح ، لهذا نقول كن ناقداً لا ناقماً .

ولهذا علينا إختيار أفضل وسيلة للنقد ، وهنا لابد من الإشارة إن كان النقد سيجلب مضرة أكبر من النفع علينا التوقف عن النقذ وذلك سدا للذرائع من أن يتحول النقد الى جدال ومِراء وإنتصار للذات أوخلق فتنه بين الأشخاص.

كما وأنه على الناقد إحسان الظن بالشخص المنقود وإيجاد الأعذار له وقبولها إن طرحها بين يديه وحمل النص على الوجه الحسن فان وجد أن مدلول النص يحمل أوجه نختار الوجه الحسن وان كان هناك جانب سيء علينا إتهام ذاتنا بسوء الفهم حتى نتبين الحقيقة من صاحب النص نفسه ، وهنا يجب أن نعي بأنه من حق المنقود أن يتمسك برؤيته وقناعته ونصه ، وليس من حق الناقد إلزام المنقود بفكرته ويجب على الناقد أن يكون منصفاً وأميناً .

 أن غاية النقد تحري الحقيقة والوصول لمقاصد الألفاظ والجمال منها ، وأياك أياك ان تخسر قلب المنقود ولو كسبت عقله فأنت تتحرى الجمال ضمن قيمه ومثله وضوابطه وعوامله التي يحكمها الوجدان والأخلاق .

إن النقد الأدبي الراقي يبتعد عن التشهير والتجريح ، وعلى الناقد ألا يُجهز على المنقود إن ابدى ارتباكاً أو أظهر ضعفاً وليتخلق بأخلاق النقد الوجداني الجميل .

د.عمر أحمد العلوش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لمن تنادي بقلم عادل العبيدي

لمن تنادي —————————- شظايا زجاج تناثرت  على أوراقي أوحى إلي درر تضيء كلماتي  أم شفرات حقد مزقت أشعاري لم أر غير ألوان الغبار ولم أسمع غير صو...