ها أنتَ في العتمة تنير كل الزوايا
تفتش في أرواح العابرين عن أصداء صمتهم
تبحث عن الكلمة التي لم تقال
و الألم الذي تخبئه العيون خلف الستائر .
أراك تزرع في قلوب الناس بساتين الأمل
لكنك تحمل في جيبك بذور الخيبة
تغرسها حيث لا يراها أحد
تنمو دون أن تشعر ، و تخنق الورود حين تهب الرياح .
أنتَ تسير وحيدا بين الحشود
تتحدث إلى الأرواح التي لا يسمعها غيرك
ترسم بحروفك جسورا من الأحلام
لكن السماء تبتعد كلما اقتربتَ منها .
يا من حملت أثقالَ العالم في قلبك
و عدتَ نفسك أنك ستجد السلام في الريح
لكن الريح خانتك كما خانت طيورا مهاجرة
تركتكَ تسير بلا وجهة ، تبحث عن نورٍ في المدى البعيد .
أنتَ الغريب في هذه الأرض
الذي يطرق باب الغياب بيديه المرتجفتين
تبحث عن معنى في الفراغ
عن حبٍ في قلب مكسور
و تنسى أن العالم لا يحفظ الوعود
و لا يجود بالحب إلا لمن لا ينتظر .
كلما اقتربتَ من الحقيقة
وجدتَ أن السراب كان أقرب
و كلما بحثتَ عن الراحة
كانت الجراح هي الملاذ الأخير .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق