السبت، 2 نوفمبر 2024

على أبواب الشتاء بقلم محمد الأمارة

على أبواب الشتاء ............

ما بال ُ الجو ِ
رطب ٌ و خانق ٌ
لا يبعث ُ على الراحة ِ
أو القناعة ِ
و كأن َ السماء َ
أُصيبت ْ بالعُقم ِ
و العُقر ِ ..

تراها
دواكن ُ ثكلى
و زوابع ُ رعد ٍ مُثلى
غطت ْ أُفق ُ السماء ِ
بعباءة ٍ سوداء َ
تخطف ُ الأبصار َ
بصواعق ٍ زجر ِ ..

فلا ..!!
سماء َ تَقْطر ُ
و لا سحاب َ يُزمجر ُ
و لا طارق َ آت ٍ فيُخْبر ُ
بأن َ الأجواء َ حُبلى
تُنذر ُ بماء ٍ
طُهْر ِ ..

تزاحمت ْ 
كل ُ المساءات ِ
و تقاربت ْ
ما بيننا المسافات ُ 
و آلآفاق ُ ملبدة ٌ
لا بريق َ فيَسطع ُ
و لا بصيص َ ضوء ٍ يتلألأ ُ
برغم ِ الدعاء ِ
و تقديم ُ النُذر ِ ..

و كأنها تَهيل ُ
بخلجات ِ النفس ِ
عوالق َ الغدر ِ
و تَصب ُ مقادير َ الشر ِ
مشوبة ً كلها
بسُخرية ِ القَدر ِ ..

لذا
خارت ْ كل ُ قواي َ
و تقاعست ْ
عظامي و حَناياي َ
و ماجت ْ
كالطُوفان ِ بداخلي
شَئابيب ُ الخوف ِ
و الحَذر ِ ..

و أصاب َ
الوهن ُ ذاكرتي
فتلاشت ْ
من رأسي
عشرات ُ الكلمات ِ و العبر ِ
فحَلقت ْ بعيداً
بين َ طيات ِ
الدهر ِ ..

و أمست ْ
شفتاي َ كالصخر ِ
و بُح َ صوتي
وشلت ْ جميع ُ أطرافي
كأنها
أعجاز ُ نخل ٍ بالية ٍ
ترمق ُ هطول َ الغيث ِ
و نزول ِ القَطْر ِ ..

و صرت ُ لا أهتدي
بالنجوم ِ و الأقمار ِ
و أضحيت ُ كالمجنون ِ
في عقر ِ الدار ِ
عاجز ٌ لا أقوى
على الثبات ِ
و الصبر ِ ..

و لا أملك ُ العزيمة َ
أو أُقِر ُ بالهزيمة ِ
و لا أستطيع ُ أن ْ أصول َ
أو أجول َ
في رحاب ِ
الأدب ِ و الشعر ِ ..

ليتها
الحروف ُ قد ْ هَجَعَت ْ
و ليت َ الأبجديات ُ
ما خَضَعَت ْ
أو أسفرت ْ
عن ْ قصائد َ تَوَلَعت ْ
بآلهة ِ الخَيال ِ
و الفكر ِ ..

ضجيج ٌ
يُقارع ُ مُخَيلتي
و أفكار ٌ تُصارعُني
و حُلُم ُ اللقاء ِ يراودني
في جِنح ِ
الليل ِ يساورني
و لا أزال ُ قيد َ
الصمت ِ و السَهر ِ ..

فترى
المحاجر َ تَسيل ُ بالزبى
و تَهمل ُ بالدمع ِ و القذى
من َ البؤس ِ و الكرى
فتبتل ُ الأوراق ُ
و كأني أستلُها
من قاع ِ
نَهر ِ ..

و كم ْ
ناح َ نوحي
و ما كتمت ُ سر َ بوحي
في مُستَهَل ِ
كتاباتي ولَوحي
ما بين َ السطور ِ 
في جرأة ٍ
و صبر ِ ..

و كأني أُقايض ُ
جفن َ الليل ِ
بوجد ِ شاعر ٍ
و لهفة ِ آسر ٍ
مكللاً بالأسى
و معبأ ً بالصبابة ِ
و العُذر ِ ..

و قرين ُ الحال ِ
يُنْبِئ ُ شَجو َ الخَيال ِ
بالسَطوة ِ و الحنين ِ
أو بالقَسوة ِ و اللين ِ
ما بين َ الوَتين ِ
و النَحر ِ ..

فمن ْ ذا
يُبْصر ُ أو يَرى
و من ْ ذا
يَعْرف ُ ما جرى
كم ْ كنت ُ أشقى
فوا لهفي
و الأحزان ُ تترى
بالهم ِ و القهر ِ ..

فالليل ُ
لا يستر ُ الخفاء َ
و لا يَكفي البكاء َ
و الشوق ُ
قد ْ مل ّ َ الرجاء َ
و حيرتي الآن َ تَكبر ُ
و عيني بالدَمع ِ تُبْحر ُ
ما بين َ مَدٍ
و جَزر ِ ..

لَيتني
أرى السماء َ
أو أرى الملائكة َ
بأكفها الضياء ُ
تَغسل ُ وجه َ الأرض ِ
أو تغرس ُ السنابل َ
ما بين َ الأنامل ِ
و السواعد ِ السُمر ِ .

بقلمي : محمد الأمارة
بتأريخ : 2 / 11 / 2024
من العراق
 البصرة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

غابة اللبلاب بقلم سامح رشاد

سامح رشاد  غابة اللبلاب. "ربما طَافني طَائِف واختَفى" هأنذا أطأ حوافّ المجرة بنصف عين قربة مائي سرقها اللصوص وكلما أمرُ على أهل قر...