الأربعاء، 19 مارس 2025

نبض الخلود بقلم عماد فهمي النعيمي

نبض الخلود

عقدٌ مضى والعمرُ يمـضي مـسرعًا
وكــأنّــهُ نــحـوَ الـــفــنـاءِ تـــنــقّــلا

أيّــامُـــنـا زهـــرٌ تـفَــتّـحَ عـــطـــرُهُ
لــكــنّــهُ عــنـدَ الــخــريـفِ تــذبّـــلا

ما أرداهُ فوقَ الجسرِ يمشي شامـخًا
وكــأنّــهُ نـحـوَ الـسّـقــوطِ تـــعــجّـلا

فـــازرعْ جـمـيـلاً تَـجــنِـهِ مــتــلألـئًـا
فـي شــدّةِ الــظـلمـاءِ تـراه الأجــمـلا

تبــقـى الأيـادي الــطاهــراتُ مــنـارةً
وبـذِكــرِها صـوتُ الـحـيـاةِ تـجـلـجلا

وإذا تـقـادَمـتِ الـسـنـيـنُ ولــم تَــجـدْ
غـيـرَ الـمـآسـي فـي دروبِــكَ مـــنــزلا

فـاصـبـرْ فـإنَّ الـنـورَ يَـسـري مــشـرقًا
فـي قـلـبِ مَـن يَـحـيـا الـعـنـاءَ تحـمّلا

كــمْ مـن نـفـوسٍ قــد تـزيّــنـتِ للـدُّنـا
لـــكــنّـــهــا زيـــفٌ تـــلــونَ واحــتــلا

لا يغــتــرِرْ مَـنْ كـانَ فـي زهـوِ الـعُـلا
فـالـمـجـدُ يـبـقى للصّبـورِ إذا اعـتـلى

والـدهـرُ يـمــضـي لا يُـبــالي بـالأسى
كـالـسّـيـلِ يـجــرفُ مـا أرادَ وأمــهــلا

فـكــمْ ظــالـمٍ ظـــنَّ أنَّ ســـطــوتَـــهُ
تبـقـى، فـأضـحـى فـي الـمـهـانةِ مُثقَلا

فــاعـمـلْ لـخـيـرِ الـنـاسِ تـبـقَ مُخلَّدًا
فـالـذّكـرُ يُـزهـرُ فـي الـحـيـاةِ مُـظـلَّـلا

لا تــحـسـب الأقـدار تـهـدي مـكـرمـاً
مــن غــيــر جــهــدٍ قـد أراق وأعـمـلا

بلْ إنّـمـا الأيـامُ تُــنـــصِــفُ ســاعـــيًـا
ســـلـكَ الــطـريـقَ إلـى الـعُـلا مـتوكّلا

والــمـرءُ يُــعـرفُ بالـصّـفـاتِ ومـعـدِنٍ
يــبـقـى نـقــيًّـا إنْ تــزخــرفَ أو جَــلا

فـاخـتـرْ طـريـقَ الـحـقِّ دربًـا راسـخًـا
فـالـنّـورُ يـمـضـي فـي الـقـلـوبِ مُهلّلا

عماد فهمي النعيمي /العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ضياع الأُمة بقلم إسحاق قشاقش

(ضياع الأُمة) من يدفع عنهم الأوجاعَ وباتوا وحدهم في الصراعَ وأطفالهم بالعراء تناشدهم وكل من يسكن غزة والقطاعَ فهل العرب صُمت آذانهم ولأصواته...