حكاية بحرية
قصة قصيرة
علوي بن محمود
حرك ذيلك وانجو بحياتك يابو زعنوف دوت هذه الصرخة الفقاقيعيه في جنبات الحيد المرجاني وفرت اسراب السمك متفرقة في كل ارجاء المرعى المرجاني
وسبحت مذعورة لاتلوي على شيئ
صاح حوت حربت بفقاقيعيه قرررررش قرش جاي من الشرق
وعلى الأثر توجهت الأسراب غربا
صاح حوت هداس قروووش من فوق جايه
فأنخفضت الاسراب الى ارض المرعى
صاح حوت جحش ابوخط احمر
قرش مطرقه هاجم من الشمال
فولت الأسراب شطر الجنوب
وبرغم هذه الاجراءت نالت القروش وجبتها مماتيسر من اسراب الحيد الكثيرة وانصرفت شابعه
وهنا هدأت الجلبة في الحيد وعادت الأسراب ترعى بسكون
مساء نادى منادي ان الاجتماع مطلوب في محوى الهامور
فتوجه كبار وقادت الأسراب الى محوى الهامور وكان لزاما علي ككبير بيت الجحش بوشخطين ان اذهب مع الجماعه
ووصلنا زرافات حوالي خمسين حوت من كل خُمس عشر سمكات
رحب بنا الهامور وسبح رشيقا رغم بطنه المنتفخ وحيا جميع الزعامات بتحية سمكية كما تقتضي العاده
وقال بصوت اجش يفقفق يامخاميس الحيد ماذا ترون في القروش وهجماتها علينا
علت الهمهمات نعم اتعبونا واكلوا فلذات فراخنا
وهنا انتفخ بطن الهامور اكثر ونفخ الماء من خياشميه وقال اني لكم ناصح وقد اتيت لكم بحل
صاحت المخاميس هات هات يابوهامور
وهنا اشار للجمع بطرف زعنفته اليمنى
الى قنفذ بحر كروي الشكل بني اللون مسوده بأشواك لامعه
اقترب الجمع من ارض الحيد متأملا هذا الكائن
قال الهامور هذا مندوب عن قنافذ البحر وقد جائني عارضا التحالف مع المخاميس للدفاع عن الحيد من هجمات القرش
تأمله كبير الهداس وقال وكيف سيعيننا على دفع القرش
انتفخت بطن الهامور اكثر وقال اقترب منه وحاول لمسه
لكن كبير الهداس كان اذكى من الوقوع فاشار لاحد مرافقيه ان اذهب والكزه
وماان لكزه حتى فر متأوها من وغز اشواكه
قال الهامور بفخر هكذا يدافع عنا القنافذ من القرش
فأذا انا القى اربع من المخاميس تهلل للقنفذ والهامور ولكني نهرت بعض مرافقي عن التهليل
وقلت بحزم يامخاميس السمك مابالكم تهللون كأنكم لاتعقلون
صاح بي كبير الحربت هاه يابوشخطين ايش عندك قول
قلت بحزم اماترون ان القنفذ بشوكه لايدافع الا عن نفسه
غضب الهداس وقال لكبير الجحش ابو شخط هيي راجع ابن عمك وفهمه لما تكثر القنافذ عندنا وتملي الحيد بترهب اشواكها القروش
نظر الي ابن عمي وقال موجها حديثه لباقي المخاميس ياجماعه اعذروه هذا جحش صح بس كل جلساته مع السلاحف والدلافين قال يبى يتعلم حكمة البحر والظاهر شوشرو دماغه باقيله قليل وبيقول بطلع اتنفس على سطح البحر كما الذي يجلس معاهم
نظرت الي المخاميس شزرا ضجرا
ويأست منهم وقنعت في قرارت نفسي من انهم سيفهمون قولي
ولكن كان علي ان اقدم مصلحة خمسي فقلت معاتبا
يامخاميس السمك قد تعلمون اننا جحش بوشخطين اقلكم عددا واقصركم موسما وان وجود القنافذ في ارضنا سيحرمنا من مواضع التعشيش ومكامن البيوض
لذا ان كنتم عزمتم على استجلاب القنافذ والسماح لها بمساكنتنا في الحيد فارجو منكم ومنهم الاتقترب القنافذ من خُمسنا ليكون لنا مجال للتكاثر ومن مخماسنا اطمئنوا سندافع عن حيدنا ونقبل التضحيه بقليلنا لكثيرنا
تعاطفت المخاميس مع طلبي وقالوا معه حق اتركوا له خُمسه
وهاهم يوثقون الاتفاق مع مندوب القنافذ
وانصرفت مع رفاقي وطول الطريق سبحت صامتا مفكرا متجاهلا الهمسات من خلفي
وماان وصلنا الى محوى الجحش بوشخطين
حتى انزويت برفاقي وقلت قد سمعت همساتكم خلفي فاسمعوا الان بعض تفكري
فقالوا هات هات يابو شخطين
قلت ياجماعتي اماترون ان القرش يهجم علينا من عالي الاترون انه ليس كالسلطعون والاخطبوط يزحف على الارض
قالوا نعم هو كذلك
فقلت اذن بماتفيدنا القنافذ ضد القرش
صمت الجمع للحظة وقالوا الان نرى ماتقصد نعم هي لاتفيد
فقلت اني قرأت تواطئ بين الهامور والقنافذ ورأيت طمع القنافذ بالرعي من طحالب حيدنا الوفيرة وانها ستأكل بنهم وتتكاثر ولن يبقى لأي خُمس الا قليل من مواضع تفريخ البيوض
قال احدهم الست قد انتزعت منهم وعدا واتفافقا الايقربوا من خُمسنا
قلت يابني ان القنافذ ان دخلت حيدنا لن تهتم الابمصالحها وقد رأيت ان لاحوت يقدر على دفعها انها ستغزو حتى خمسنا ولن يردعها رادع
تأوه احدهم وقال لما لم تقل ذلك وتحذر مخاميس السمك او على الاقل بني عمنا الجحش بوشخط
قلت يااخي كل حوت بعقله يعيش وكل خُمس يتبع زعيمه وقد رأيتم انبهارهم بالقنافذ فكيف لي ان انقض عقولهم اني هي تهاوت بهم الى الردى
صاح بي احدهم ياكبير ان وقعنا في تهلكه فانقذ قومك واسعفنا بالمخرجه
قلت انتم نصاح عوائلكم وانني أأتمنكم على مستقبل بوشخطين كله فهل انتم لها
قالوا نعم نعم الحال واحد وكلنا نبى المخرجه
فقلت اذن فلتسمعوا ان هذا المرعى المرجاني ماض به جميع اهله الى التهلكه واني قد سمعت من السلاحف عن حيد ومرعى خصيب يبعد سبعين ميلا بحريا غربا عن هنا فابعثوا سرية كشافة تستطلع لنا احواله فأني عزمت ان كان مناسبا ان ننتقل اليه ففي بحر الله متسع من ضيق هذه الأرض
صاح احدهم ياكبيرنا اننا ان انتقلنا تبعتنا القروش وتكون قد فرقتنا عن مخاميسنا
قلت للقروش خطة اخرى
اما مخاميسنا فلن يصحو من غفلتهم الا بعد ان تطبق عليهم مطرقة القرش وسندان القنافذ وحينها نبعث لهم ندعوهم الى الحيد الجديد وانهم لن يجيبونا قبل ذلك فالصبر الصبر والعوض على الله في فراخنا في بطون القرش وبيوضنا التي ستتوه في البحر
ووضعت الخطة وقلت لخُمسي ان ماضي في حملة القرش فأنتخبوا لانفسكم كبيرا يخلفني ان مت وان نجوت مع من ينجو عدت اليكم في الحيد الجديد وحددنا اليوم والوقت المعلوم وترقبنا المستجدات من الدلافين العابرة وتسقطنا الاخبار
وفي اليوم المعلوم جائتنا الدلافين تتقافز وقالت مراكب مراكب كثير هي ذي خلفنا فأنطلقت مع جماعتي وصحنا بالقروش بصوت واحد يابولخم الحقنا ان تبى لقمه طرية
ومضينا نسبح كالمجانين المصاريع نحو مراكب الصيادين في مهمة انتحارية بين شباك الصيد وفكوك القروش المفترسه
واستغلت المجموعه الثانية منا أنشغال القروش بملاحقتنا ومضت سابحتا بهدوء وصمت نحو الحيد الجديد
سقط كثيرون منا في فكوك القروش وسقط كثيرون من القروش ايضا في صنانير الصيد وانتهى بها المطاف على سطح المراكب مضروبة بالعصي على الرؤوس او مطعونة برماح الصيادين
وها ان صيادا شابا ينتزعني من الشبكة ولأول مرة تلامس الريح والنسمات جسمي وتسفعني شمس النهار بحريقها على جسدي
لهثت ..لهثت ابتغي دفعت ماء تمر بخياشيمي لأتنفس اكسجينها
لكن هيهات هاانا ملقى على سطح القارب مستلقي على جنبي ضاربا بذيلي وسكنت متقبلا قدري نظرت الى زرقت السماء الصافيه آه كم تشبه نقاء زرقة البحر لعل في السماء بحر آخر تفيض اليه روحي السمكية اما جسدي فغالبا كما أنبئتي السلاحف فسينتهي في موفئ مخبازة مشقوق نصفين متبلا بالبهار والبسباس الأحمر لقمة للسائغين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق