أينَ أذهب
وليسَ من حبِّك مهرب؟
كلما عزمتُ الرحيلَ...
أجدني أقرب
وأنتِ كالمطر
يحاصرُ عطشَ رمالي
وأجدُك كالسَّيلِ
إلى أحشائي تتسرَّب
سكران بكأسٍ
ما ذقتُ يوماً خمرَه
وأنا معكِ..
كدميةٍ بيدِ طفلةٍ تلعب
تلومني كلما
تغزَّلتُ بجمالِها ونثرَتْ
وتقول: شاعر،
وبكلِّ كلامِه يكذب!
فأصمُتْ مخافةَ
هجرَك وصدَّكِ عنِّي
فلربَّما تشعرُ يوماً
بكلامي وما أكتب
وما كانَ غزلي إلا
لجمالٍ رآهُ قلبي..!
جمال يصعبُ وصفُه
والغضّ عنه أصعب
فإنْ كانَ حبِّي
ترينه معصيةً وذنبا
فهل تجدين بالدنيا
بشراً لا يُذنب؟!
ذنبي الحقيقي
يا صديقتي أنَّني
تصوَّرتُ نفسي معك
ملكاً لا يُغلَب!
ورغمَ بُعد المسافةِ بيننا
تخيَّلتك ملكتي،
وألبستك التيجانَ
والحريرَ المقصَّب!
كنت كطفلٍ صغيرٍ
يحدثُك بعفويَّة
لا يُميِّزُ بينَ
ما يرضيك وما يغضب..
سامحيني إذا كنتُ
تماديتُ بالحلمِ
أعرفُ أنَّ الحبَّ
هبةٌ لا تُطلَب
ولكن صدِّقيني
مهما كانَ خطأي
فقلبي لا يستحقُ أبداً
أنْ يُصلب
وأنتِ ترواغين كمهرٍ
لا يُغريه السكَّر
وكأني بالحبِّ أُطاردُ
بالصحراءِ أرنب
وتظلُّ إشكاليةُ حبِّك
معضلتي الكبري
فبعدك عنِّي صعبٌ
وحضورك أصعب
فلا أنا بالذي
يستطيعُ القربَ منكِ
ولا أعرفُ من حبِّك
أينَ أذهب
عزت شعراوي
5/12/2025
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق