غزة ليست رقعةً، بل هي سِجِلُّ العصرِ الدامي، مُثبَّتٌ على جدارِ الخيبةِ الإنسانيةِ، يكشفُ العارَ بفيضِ دمِها.
في هذا الحيزِ الضيقِ المحاصرِ، تُقامُ كلَّ يومٍ طقوسُ دفنٍ للقيمِ والمبادئِ؛ إذ يغدو الحقُّ حبراً شاحباً على أوراقٍ مهملةٍ، وتُعلي المصلحةُ صوتَها فوقَ أنينِ البراءةِ المذبوحةِ.
صرخةُ غزةَ هي رنينُ وترٍ فريدٍ يمزِّقُ تبلُّدَ المسافاتِ، يستنهضُ ضميراً دولياً هو تمثالٌ من صمتٍ ينهارُ أمامَ فظاعةِ القوةِ.
إنها الآنَ ميزانُ العالَمِ الفاصلُ: فكلُّ قطرةِ دمٍ فيها تُعلِّي كفَّةَ قسوةِ المُشاهدِ. غزة هي الشهادةُ التي لا تُمحى؛ شاهداً على حقبةٍ كانَ فيها العدلُ مجردَ خيالٍ ساحرٍ.
سيبقى هذا البيانُ المُسطَّرُ بالدماءِ لحنَ الذاكرةِ السرمديَّ، لا ليرثيَ ما غابَ، بل ليُعلنَ عن بزوغِ حقيقةٍ لن تُخمدَ لهيبَها خيانةُ الصمتِ العالميِّ.
#بقلم ناصر أبو انس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق