يبدو أنها فعلا نهاية التاريخ... هنا لا أقصد ما رمى إليه فوكو ياما.. وتراجع عنه بعد حين.. ما أقصده هو أبسط من ذلك بكثير...
التاريخ الذي نعرفه من خلال الكتب والمراجع نقل في الغالب بأيدي ثقات.. حتى وإن شابه شيء من التزييف.. لكن الهدف كان التدوين ... ومن هنا كان الوصول صعبا للحصول على معلومات متعلقة بالزمن القديم... في كل الأحوال هناك من اجتهد وكان له نصيب... أما اليوم فلم يعد هناك تاريخ نحفظه للأجيال القادمة.. رغم أن كل شيء صار يمكن نقله حيا.. حتى حياتك الأسرية يمكنك تسجيلها صوتا وصورة لتستمتع بها بعد حين إذا امتدت بك السنون.... ولكن !!
هل هذا التسجيل هو حقيقة؟؟!! بالطبع ماتم تسجيله لايختلف عن أي مسلسل أو فلم سينمائي.. فكل شيء معد مسبقا... ولا يمكن أن يعتد به كمرجع إلا من خلال بعض التفاصيل الصغيرة ذات الأهمية القليلة.. الشيء الذي يمكن الرجوع إليه ربما لن يكون سوى الكاميرا الخفية! .. هذا إذا لم تعد مسبقا! .. وأيضا الكاميرا العفوية التي ترصد التحركات.. سنستثني ماله علاقة بالتوثيق .. فهو يصنف ضمنا مع المعد مسبقا... يبقى نوع آخر ,, وهو كاميرات المراقبة... التي ستظهر اللصوص صوتا وصورة.. ربما لن يكشف عنها في حينها لظروف خاصة.. لكنها ستظهر جلية بعد زمن.. شأنها شأن الوثائق الاستخباراتية التي يسمح بتسريبها بعد زمن مضى وانقضى.. السرقات والجرائم والحوادث العرضية و..أشياء أخرى كثيرة مخجلة !!...هي فقط ماسيبقى شاهدا حقيقيا على التاريخ... التاريخ الذي مات ... وشبع موت !!
.............. ..