تلقنهُ لإنسان ، طعنتني بشراسةٍ ولم أقف إلا على مفردات العذاب ، آهٍ من البشر والحياة والأحزان ، بتُ بكماء صماء من ثقل الجراح المثخنة وبلاغة الأقدار وعبودية الإنسان لأخيه بل لفلذة كبده الإنسان .
سحقاً لتلك المقادير التي تضعنا في مواقع ومواقف صدقاً لا نحسد عليها ، وأني لأعترفُ بأن حياتي كلها مواقف صعبة وغريبة ، إني حالة شاذة في نطاق البشرية الساخرة أسير وأظنُ بأني سأبقى هكذا يبغون ربط مصيري ب " رمزي " يرونهُ فارساً مغواراً وما هو إلا سكيرٌ ماجن لاشُغل لهُ سوى تطيير الحمام فوق السطوح وملاحقة بنات الهوى . . سحقاً لك رمزي . . مهلاً أيتها الحشرات التي تودُ الفتك بي إني فتاةٌ عاتيةٌ كالرياح كالزلزال كالجنون مختلفةُ التفكير متميزةُ الإنسانية والروح سأكون دائماً غيماً يسطعُ بالنور . جلُّهم يصرحون بأنَّ أفكاري لا تنطبقُ على واقعهم ويبدو أني عالقةٌ في شبكة زمنٍ لا أشبههُ ، حتى موسيقاي محاربةٌ منهم أراها ملاباً أذفر بينما يحسبها الآخرون سخافةً وأنا أجدُ فيها ذاتي . ينبغي أن يكون لي صدىً يتداولهُ كل
الصفحة - 21 -
رواية ابنة الشمس*
الروائية أمل شيخموس
البشر بزهوٍ ، وأن تئزَ بعض الأفئدة حسرةً وندامةً لقد ذقتُ الكثير رغم إخلاصي للجميع لكن الدهر يومٌ لك وآخر . . يجب أن يروا يومهم الذي عليهم ، لقد أحالوني فريسةً لشرورهم ، لكني ورب الكعبة سأنتصر . . انتقامي سيكون انتصاراً يزهر له الربيع . ولى الليل ولم أنم بعد فوق السطح العالي أتابع ولادة الحياة حيث تبدو السماء للرائين من الوهلة الأولى لوحةً غامضةً معقدةً من الغيوم تتجلى فيها أسرار الكون . . أخذ الفجرُ يسحبُ أول أنفاسه ، إنها بوادرُ استفاقة الأحياء من الموت المؤقت الذي يلوحُ على صفحة السماء قبل دقائقٍ ، كان الصمت مطبقاً أنفاسهُ على الكون . . ثانيةً ثانية تزدادُ الحياةُ تفتحاً حيثُ عزف العصافير ينمو تدريجياً ، شيئاً فشيئاً تدبُ حركة الناس في الشوارع وها هنَّ بائعات اللبن القرويات قد سرن زرافات راجلاتٍ إلى المدينة فقط للحصول على أرزاقهن ، أحييهنَّ بشعوري الندي . . على شهامتهنَّ ونشاطهنَّ الذي ينمُ عن درئهن للجوع عن صغارهن ، اخترق هديرُ طائرةٍ تجوب الأجواء مسمعي فأدمت النظر إليها إنها التدريبات العسكرية لجنودنا البواسل حيث يرتسمُ
الصفحة - 22 -
رواية ابنة الشمس
الروائية أمل شيخموس