قصة قصيرة **** الحب و الالم و البحث عنه
راعية حسناء جمالها ريفي طبيعي نسمات الصيف الحارة لونتها بسمرة برونزية ابوها شيخ العشيرة الاناني
تلتقي اغنامها مع اغنام ابن عمها المليح على حدود حقولهم على ضفاف النهر
يصدح بصوته العذب الشجي الجميل والحانه العذبة على الناي تسترق السمع لحشرجاته الحزينة تخترق وجدانها وجوارحها تسعد في لقائه دوما وتمضي اجمل لحظاتها بقربه
ترعة متفرعة من النهر الهدير يسبح بها اخويها اليافعين تجرفهم غدرات النهر يسرع بعد صراخ واستغاثة اقرانهم يرمي نفسه بالنهر لانقاذهم حيث ساقهم النهر الى شلال
لقوا حتفهم ...
اختنقت كلماته حزنا فاضت احزانه تطفو على كل القرية
امهم بسبب حزنها والالامها الشديدة فاضت روحها هي ايضا
سيق الى الجندية في محافظة قريبة لبلدتهم
عادت تسرح لوحدها بالغنم ويسرح قلبها معه يتحين الفرصة للعودة الى القرية تلتصق به في كل اللحظات كون اختها زوجة اخيه الاكبر ووالدها يعيش مع زوجته الجديدة
تأخر كثيرا في خدمته وطالت مدة غيبته
حان له الوقت وحنينه في اوجه لجمال سحنتها وروحها المتعلقة به وهي تذوب اشتياقيا وحرقة الى ان خياله وطيفه ربض في حناياها وتجسد واقعا بحضوره
والدها يجهز لها زواجا من اخ زوجته وهي بديلةوزواج البديل منتشرا جدا في تلك المنطقة لتفادي المهر الغالي وتاهبوا لاحضارها عروسا له رخيصة يحرم عليها الزواج من ابن عمها راكان
عمه الشيخ طرده من مضافته امام اهل زوجته مهينا له مما اجج غضبه الشديد وضاقت به الدنيا ودرته اصبحت لقمة سائغة لنزوات والدها وفريسة سهلة للصيد بتبادل الزواج الكريه
تابط بندقيةروسية دخل عليه مطلقا النار قتل عمه واخو زوجته
حكم عليه مؤبدا بعد تخفيف الحكم من اعدام
هربت سعدى الى بيت اختها الارملة من رجل صاحب فندقا شهيرا وتعرف عليها سلفها الرجل الثري متوسط العمر فتن بجمالها الساحر وطلتها المهيبة تزوجته انجبت له ابناء وبنت واحدة
سكنت في شقة فخمة وفيلا في مزرعة غنية زوجها مالكا
معملا ضخما لصناعة وتصميم الالبسة النسائية والاطفال
مع صالة عرض في وسط اسواق حلب
بعد 20 عاما خرج من السجن راكان بدأ يبحث عن طيف حبه الاول عله يسعد قلبه المضني لسنوات طوال جفت مقلتيه من البكاء والحسرة عليها
بحث عن عمل في المدينة وتزوج منها عمل ناطورا في مزرعة مع زوجته لخدمة المزرعة واصحابها
سيارة فخمة مفيمة تدخل الى الكراج منه بالمصعد الى غرفة نومها مع ابنتها وتطل من التراس الرخامي الى مزرعتها مزهوة بورودها واشجارها المثمرة تطفي جمالا اضافيا للمكان
احضرت لها الاركيلة تتامل الاطفال يلهون في المزرعة ينادي ابوهم سعدى صوت عذب غرقت في ذكرياتها مع راكان عندما ينادي سعدى ..سعدى
يشدو ركان ويدندن اغانيه المعتادة يطربها تحنو بكل شغف ملفت الى موجات صوته كانها صدى خلجات قلبها
سعدى الطفلة تقترب من الفيلا ملاصقة لامها لهفت اليها الخانم تداعبها وتحضر لها الحلوى وتختار لها البستها من معمل اولادها وتغدق عليهم الاموال والهدايا كأن شيئا في داخلها يملي عليها ذلك مع مشاعر وعواطف صادقة
كل خميس تاتي العائلة كاملة والمسبح جاهز وعدة الاراكيل والفحم اللازم جاهز كالعادة
من المدخل طلت سعدى الخانم من نافذة سيارتها الفاخرة تحييهم وبسمات عريضة مريحة
ياالهي شبه سعدى كأن مظاهر اليسر والعز غيرت من شكلها شعرها مسدول ك .شلال يصبغ بالوان تهواها
يعود مسرعا لاحضار الاراكيل واباريق الشاي بعد غداء دسما تحسب حسابهم لا من فضلاتهم كريمة الخانم بنت اصول شيمتها وسلوكها
زوجته تخدم عليهم وسعدى الطفلة تسعد باللهو واخوتها مع الاطفال وحنو من سعدى الخانم غير عادي نحوهم تترك احفادها وتلتفت الى اطفال الناطور
يشرب الشاي والاركيلة في ركن اخر اضافة لتامينهم لكن نبرات ودندنات صوته الغنائي تصل الى مسامع سعدى تختلج مشاعرها ..اهذا حقيقة ام وهم صوت راكان والحانه طابعها حزين ولونها يخفي قصة ...
في اليوم التالي من على تراس الفيلا تتامل حركة الناطور وهو يسقي الورود ..في محياه..تبدو هالة راكان...اين راكان اصبح رمادا او مازال راعيا ونهشه السجن والزمن ...من اجلي قتل ومن اجلي سجن ..وتغمرني النعم والخيرات ياحسرة ..عليه الحسرات ...ضحية .عادات وتقاليد ونفقاتها دفعها وحيدا
زوجة راكان تتمتع باحاديثه بعد صمت..وتشتت اذهانه تطلب منه المزيد لقتل الفراغ يردد سعدى .. دائما ...ويصدح باغانيه الحزينة ....
فتح باب المزرعة للسيارة الخانم القت له التحية واكثرت من قدومها للمزرعة مع ابنتها ...تتراكض الاطفال اليها تغدق عليهم بالحلوى والثياب وحصة سعدى هي الاكبر
مااسمك ياخانم ...انا ام حاتم.. نعم اسمك ..قلت ام حاتم ..والنعم ياخانم احببناك ...
زوجي ..يحدثني ويسعد لقدومك انت شبه سعدى ابنة عمه
كثيرات سعدى ....كثيرات
احضري الاركيلة والشاي الى التراس ....
راكان يصيح سعدى لابنته... ياالهي ..كانه ينادي لي وقتئذ كنا نرعى معا ....اكيد ابناء ديرتنا يتشابهون في اللهجة والتسميات ..لكنه اقرب الي ..هكذا اشعر...ياريت ..ياريت
طلب منه صاحب المزرعة تخديمه مع ضيوفه الكثيرين في اعداد الطعام الجاهز والاراكيل والشاي
حمل صينية الضيافة يطوف على الضيوف مرحبا بلهجته الريفية وصل الى سعدى رمقته بتفحص شديد وهو ذهل بالشامة على جانب انفها ..والله هي سعدى.. تلكا بالحركة سقطت من يده الصنية وكسرت الكاسات والفناجين وخر ارضا
حملوه الى عزبته وصراخ الاطفال بابا وزوجته راكان ..راكان ..
هرعت سعدى هذا راكان ..راكان ابن عمي يا حاتم الاسعاف ارجوك بسرعة ...
تبكي سعدى على غير عادتها كانها الام الثكلى ...ابنتها ماما ...
هذا الناطور مو حاتم ...
يشتد عليها البكاء ...حبيبي قربي سنين ولم احنو اليه انه حبي الاول والاخير طيفه لايفارقني في نومي ..وصمتي ..وفرحي..انه القدر يالهي
وقفت فوق رأسه راكان انا سعدى ..انا سعدى ...ارجوك انظر ... كلمني ....كلمني
في العناية المشددة قلبه توقف عن الخفقان واسلم الروح...لباريها ..حزنت سعدى حزنا شديدا كادت ان تنهار
باحت لابنتها بمخزون قلبها المكدس بذكرى طفولتها وولعها وهيامها
براكان في قلبها نفق اخفت كل السنين فيه لهيبه وسعادتها كانت من ذكرياتها ولم يجلب لها الجاه والعز سوى لقمة طيبة في احشائها وغذاء روحها وخفقان قلبها من حزن وانكسارات راكان حبيبها الخالد في وجدانها ودموعها تذرف من مقلتيها ترضع بها فؤادها المجروح حيث ابنتها استمرت تواسي امها في حزنها الدفين ...
احتضنت اولاده وزوجته قامت برعايتهم في الجامعات
وفي كل جوانب الحياة وفاء لحبها الاول الذي لايتبدل مهما ازدانت لها الحياة وبريق فخامتها ........
المهندس جوزيف مزعل شديد
من خيالي القصصي .Joseph .M.Shdid