في ليلة ماطرة بغدق سحابات ترسم نسائم الحنين إلى قلبها لترتشفت حفنة من عطره العالق بيديها حيث سلام أخر لقاء...
وهي يائسة من الإنتظار وتبعثر نبضها من الترقب جلست تكتب رسالتها الأخيرة..
قالت و دمعاتها تزف الإحتضار..
(أيها القريب البعيد جئتني يوماً بعد فراق فصم الفؤاد و أدمى معصم الهوى والشوق بحنايا عينيك يرتجي السماح بنبرات صوت تكسر أوصال الغضب العالق بين خيوط غرام لا يتكرر
أودعت حقائب المنى بقبضة سنوات عانيت الكثير لكي أستظل بنفسي مرة أخرى
فاطرقت أبواب قلاعي وكنت أظن أني شفيت منك...
يا ويلتي لم أشفى وعدت أرتب على كتفيك وأكفكف دمعاتك المنهمرة بالرجاء...
عفوت بك القدر وأنة سهر ليلائي الحالكة
وعاد الغرام يبعث بقلببنا الحياة من جديد
وفجأة غاب القمر مرة أخرى عن سماء عشقك العاثر وتلفحت
بهجير صمتك عن رسائلي المهمشة
ومالي إلا أن أرقب لحظات جنون يغمرها رضاك
ابشر أيها الاناني...
قد إستفاق فؤادي من نبضك باَوردتي وقصصت أوراق ذكرياتك من كتاب أيامي
وعدت من ليل طويل إلى شروق العمر أعانق الشمس.. أروي الطير من فيض سكناتي الباكية
أنثر عبير ضحكاتي بين الزهور لتعتق بوجنتي والقرار يأخذني إلى شطئان النجاة منك
لن أبقى أسيرة رجواك بعد.. ولن يكون لعينيك نور من سكرات موتى...)
أنهت رسالتها بقوة المنتصر على نفسه
ثم عادت لشرفتها الماطرة مرة أخرى لتغمرها غيثاً من بكاء قلبها المكسور تهمهم عالياً
لن أعود.. لن أعود...
حتى إعتنقت مأقيها سبات عميق وصقيع الجوى ألبس عباءة ليلتها الشتوية الباردة
إستيقظت عندما ناداها غناء الطيور المحتفل بعودتها وسنايا الشمس ترقص على وسادتها الغارقة بالدموع والشجر يطيب أغصانه الواهية ويرقص على ألحان البحر الباسم بأمواج هادئة..
إستيقظت بفرحة سجين نال حريته
وإعتنق وجنتيها إبتسامة طفلة والبراءة تملئ وجهها العائد من الحزن وألم الخذلان