~~الصديق اللئيم...
~شعر:عبد خلف حمادة...
||||||||||||||||||||||
حبل المودة والإيثار قد قطعا
وراح ينقض من ذيَّاكَ ما اجتمعا
ومات في صدرهِ ما كان معتلجا
وحمَّل الخلَّ من أكباده ما صدعا
ما كان يقنعهُ أطنابها انقطعت
فراحَ يعمل في الأوتاد مُقتلعا
أتى عليها وماراعتهُ حرمتها
وراح ينثر للقطعان مازرعا
للودِّ ألقى وراء الظهر امتعةً
ما بلَّ بالسَّوق أكباداً وما نقعا
وقابل الحبَّ بالهجران يتبعه
كل الجفاء وما عن غيهِ رجعا
الغدر شيمتهُ يا تعسَ مذهبهُ
الشر ديدنهُ وخيره انقطعا
قاسمتهُ النصحَ والأشياء أوثرهُ
فضاع عرفيَ في أكنافهِ مِزَعَا
قبَّلتُ خديهِ بالتحنان مؤتزرا
والخدُّ مني بُعَيدَ اللثم قد صفعا
بطرف عيني ما انفكيتُ أكلؤهُ
حتى لعمركَ مني العين قد قلعا
قد أطلق الرمح لؤماً نحو خاصرتي
ومد أظفرهُ للقلب مُنتزعا
ويغمس الزاد في دمعي ويمضغهُ
كذا الدماء وما ألفيتهُ شَبعا
بئس التناول ما أوهى عقيدتهُ
كالكلب والغ لا يؤذيهِ ما كرعا
ما عدتُ أفهم للأخلاط فلسفةً
فالنفس تهرب من أفعالهم فزعا
أين الصداقة والإخلاص يصحبها
أم شالها الطير في الأجواء مرتفعا
أم غيَّر الدهر صفواً كان ميزتها
لله أشكو زماناً وجهها سفعا
يا ابن الكرام ولا أعدو مثيلتها كم شكاةٍ ولا ندري لها وجعا
هل كنتُ أهبلَ او عقلي به مسسٌ
أم ان طيري بهذا الشرك قد وقعا
إني لأعجبُ من أمري ومن سِمتي
وأي شيءٍ خليل السوء قد صنعا
عاشرتهُ زمناً والصدق منقبتي
ما سمتهُ كذبا في العيش أو جشعا كنت الوفي بعهدي ما حييت لهُ
فارتد منكفئاً في قتلتي شرعا
وألهب الظهر بالأسواط يثخنها
هذا وحقك يا أستاذ ما وقعا
قد ضيع البر والإحسان كافأهُ
قبحَ الفعال مع النكران ماوسعا
إن التعمد والإصرار يرصدهُ
سيما جرائمه بالحقد ملتفعا
لم يرعوِ أبدا عن غدر صاحبهِ
شيطان ألهمهُ في رجسه ضلعا
فما نهته عن الفِعلات حرمتها
مافاق وازعه في ذاك أو خشعا
أكْلُ اللحوم هي النمَّامُ فعلته
مسترسل معها ياليته قنعا
يعشعش الخبث في احلاسهِ جشعا
وأكسبَ المَيْنَ مرأى وجهه فجعا
كل الوسائل حلٌّ دون بغيتهِ
فليس دينٌ ولا أخلاق مارتدعا
فلا عهود ولاميثاق يمنعهُ
بالغيِّ منغمسٌ بالغدر قد طبعا
كم من شراك بدربي راح ينصبهُ
يدعو الإله بذاك الفخ ان أقعا
يلقي البشائر إن أنفاسي انفلتت
يستنطق الرمل والفنجان والودعا
||||||||||||||||||||||
مع تحيات الشاعر عبد خلف حمادة