السياسة والعقيدة والدين
بقلم / محمود عويضه السايس
انطلاقاً من أن الكلمة هي اللبنة الأولى لأي بناءً فكري وأدبي وثقافي يطمح إلى النهوض بمجتمع ثري بقيم الحق والعدالة سعياً إلى ترسيخ مبادئ المواطنة تمهيداً لأرض خصبة داخل القلوب تنبت فيها أخلاق العطاء والتضحية مجتهداً في تشييد حضارة تنتفع بها الإنسانية وتسير في أضوائها أجيالاً قادمة ولسوف نعلم وتعلم الأجيال التي تتبعنا قدر ما اضعناه من هذا التراث الأدبي والفكري حيث أنه الرابط الوحيد الذي يجمع بين العقيدة والسياسة والديانة ويجعلهم في مكانة واحدو إما أن يستقيم بها المجتمع أو يفسد وأكبر مثال على ذلك ما نعيشه اليوم من تخبط في كل أمور الحياة وعدم معرفتنا ما هو المسار الصحيح الذي يجب أن نسير فيه حيث ما قد تم إستخدامه من فكر من أجل قطع هذا الرابط بين السياسة والعقيدة والدين وما تم تصديره لنا من أراء وافكار من عهد قريب تقول أن السياسة شئ والدين شئ أخر ولا يجب أن يجتمعوا سويا في طريقة الحكم هو قول خاطئ و مناف لما قد قامت عليه الحضارة الاسلامية في عهد الرسول صلى اللّه عليه وسلم تسليما كثيرا وما تبعه من عصور كان للحضارة الاسلامية أعظم الفضل فيما عليه البشرية الأن من تقدم وتطور نظراً لما قدمته للعالم والدنيا كلها من علم وعلوم لما يحمله الدين الإسلامي من أخلاق تنطوي علي إيمان بالله وثقة في لقائه وأمل في رضاه وخوفاً من غضبه وحب في طاعته واستنكار معصيته وعلى هذا تجلت في حكام المسلمين عقيدة التعمير في الأرض حيث أن هذا هو أمر خالقهم .ومن يدينون له بالإيمان فكانت هذه سياستهم حيث أن السياسة هى المبادئ والأفكار والأخلاق التي تنظم سلوك أى مجتمع كان الدين الإسلامي لعظم أهدافه وحسن غايته واكتمال شريعته هو الأولي بأن يكون سياسة أي مجتمع يدين به وإن امعنا النظر قليلاً لوجدنا أن هذه الفكرة الخبيثة التى تفرق بين الدين والسياسة قد صدرت لنا من الغرب ليقوم على أساسها الخلاف بين طوائف المجتمع وتنشب فيه الفتن ويهدر الدم بين أهله على الرغم من أن كلهم مسلمين ولهم رجاء واحد وهو رضا الله عز وجل وعلى أن كل خلق الله ليس معصومين من الخطأ كان يجب أن يكون الخلاف على تصحيح الخطأ وتقويم الفكر لا على أساس أن تدعي فئة لنفسها الإسلام وتدعي لغيرها الكفر وهذا ينافي واجب الفئة التي ترى في نفسها الصلاح حيث أن واجبها يجب أن ينحصر في التعليم والتذكير بالدين وقيمه وفضله وترسيخ حبه في القلوب وحين ذلك ستكون غالبية الناس على علم بدينهم فيصلح بذلك أمر حكامهم
بقلم/ محمود عويضه السايس
دمياط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق