بقلمي أنور مغنية
حدِّثني يا بحر ...
كيف استعَدَّت شمسُكَ للغناء ؟
أنا لا أقصد البعدَ عنك
لكن شمسك نادتني
فأرخيتُ للرمل زَبَدي
يموتُ الزَبدُ ويعود الموجُ للغناء
وحدك تحملُ سفينتي
وحدها سفينتي ترقصُ فوق الماء
وأنت تحتضن الشمس كأنك السماء .
ما هذا الأمل المقطوع في عينيك ؟
وإلى أين المسير ؟
ويا أيها النورس
تحملكَ الريح أنَّى تشاء
فكيف تطير ؟
إلى أين تمضي وهذا الجزر يسرق الماء ؟
سفينتي صارت أبعد من المنفى لعيني
وأنا أودِّعها وأضيعُ فوق الماء .
أنت يا بحر لم تتغير ، أنا تغيَّرت
نعم لقد تغيَّرت، كثيراً تغيَّرت
كثيرا فيك هاجرت
كثيراً سافرت وتحت شمسك احترقت
لا أعرف كيف لكنني أبحرت.
دخلتُ ليلك مع سفينتي
وكانت تأتيني بكثير من الغناء
وكثير من الرقص والإشتهاء
وأنت لا تزال تلهو بجسد سفينتي
حاول أن ترسمها قمراً أو شمساً
حاول أن ترسمها برقاً وشهُباً
حاول أن ترسمها سماء
إن ريحك مخيفةٌ يا بحر
كما هو مخيفٌ هذا الغناء .
هل امتشقت شمسك جسدها عارية
لتزهو بأنوثتها راقصة بدون رداء ؟
علِّمني يا بحر
علِّمني كلَّ اللغات
وبأي لغة خاطبتها فأتت إليك ؟
كانت شمسك قريبةً جداً
أقرب إليَّ من فكري وظنِّي
وزجاج مائك شفَّاف
ومخادع حدود التمنِّي.
ألوقتُ يعبرُني وسفينتي بكَت
إستسلَمَت للبحر وأبكتني .
أبحري يا سفينتي
فأنا الآن مع الشمس ومكان الجرح بارد
وبحري ضاع مِنِّي
لماذا بكيتِ وبكيتُ
والبحر يسكنُ دمي ؟
يا شمس لا تغادري بحري
ولا تتركي جسمي
نامي مع الحلم وصيري أنت البحر
وصيري أنت دمي
وتعالي معاً نكملُ الغناء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق