_ كتب : وليد.ع.العايش
سأل موظف الجمارك : لمن هذا الكيس ؟
نظر الشاب إلى المكان الذي أشار إليه ؛ ثم إلى الرجل الذي يجلس بجواره في المقعد ؛ لم يزهر أي جواب ؛ جاء صوت المسؤول الأعلى طالبا من الموظف أن يذهب إليه لأمر طارئ ؛ ترك السيارة الصفراء اللون وغادر مسرعا .
سأل الشاب الرجل الوقور : هذا الكيس لك ؟ لماذا هو ورائي ؟ ...
غمزه الرجل بأن يصمت بعد أن عض على شفته السفلى ' صمت الشاب ببراءة الريف الذي جاء منه .
كان السائق يكمل أوراق العبور الحدودية ' لذا فهو لم ير ما حدث ' بقية الركاب لم يكترثوا للأمر .
في عصر اليوم انطلقت السيارة من مدينة بيروت متوجهة إلى دمشق ' المطر لم يغادر طيلة الرحلة ' الطريق خطرة جداً ' لكن حنكة السائق كانت حاضرة .
عندما أصبحت على المعبر كانت الشمس قد أنهت مهمتها في هذا اليوم ' وبدأ الظلمة تتسربل رويدا رويدا فلم يعد بالإمكان رؤية الأشياء بوضوح .
للتو عاد موظف الجمارك إلى السيارة بعدما أنهى مهمة عاجلة ' يبدو بأنه نسي الكيس الأسود الصغير ' حتى السائق لم يتردد بفتح الباكاج للتفتيش ' دقائق قليلة وكان كل شيء على ما يرام ' عبروا الحدود جميعا ' بدأ الرجل الوقور يحدق بالشاب بنظرات ممتزجة بالحدة والشفقة ' هذا الأخير لم يدر معنى تلك النظرات فوارى وجهه صوب النافذة ليشاهد المطر المنهمر من مزن السماء .
هاهي الشام تلوح بأنوارها ' تفتح ذراعيها للأتين من كل حدب وصوب ' مازالت سهرتها في بدايتها ' لعلها كانت تناجي بيروت عبر شلالات المطر ووميض البرق ' فكل واحدة منهما توأم الأخرى منذ الأزل .
وصلت الرحلة إلى مبتغاها ' ارتدى الرجل الوقور قبعته و لف شال حول عنقه ' تناول الكيس الذي كان يخضع للمراقبة من الشاب بلمحة سريعة ثم غادر السيارة .
حمل الشاب حقيبته هو الآخر ثم لحق بالرجل مهرولا ' استدار الرأس نحوه : ماذا تريد أيها الفتى ؟؟؟ ...
- ماذا يحوي هذا الكيس !!! لما وضعته خلفي وكأني صاحبه !!! أريد أن أعرف .
توقف الرجل بهدوء غريب ' أمسك بالكيس الأسود الصغير بكلتا يديه ثم فتحه على مرأى الشاب ' فاحت رائحة غريبة لم يألفها من قبل ' لكن قلبه خفق بقوة ' يبدو بأن هناك خطر ما ' ترك الشاب الرجل الوقور (منذ لحظات) وفر هاربا .
وليد.ع.العايش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق