عذرا ايها الليل
لمْ يحنْ بعد موعد نومي
اعطني من الهامك نتفةً
لاقول ما لا يبلغه اللسان
فانا جئتُ منْ وراء البحر
غريقٌ بقلبي
لكني على قيد الحياة
ورمال شاطئك تعرفني جيدا
فقد غرقتْ سفينتي ورحل
سَفّاني.......بقيتُ ابني احلاما
من الرمال حتى كَلَّ مَتني،
رفعتُ رايةً بيضاء علّ السفن
الاتية تراني......انتصف الوقت ولا بارقة امل ترى......
اذعنتُ للواقع
لمْ تذقْ مقلتيّ الكرى
وجدتُ نفسي وحيدا يائسا
لا اعرف طرقات المدينة حتى مرَّ رجلٌ صالحٌ ودلني
على الطريق........لوتحب فانّ
لي كوخا بالقرب من هنا
وكل ليلة لا انام حتى الثالثة
فجرا..........تفضل معي الى
كوخي المتواضع جدا علنّي
اجد لك كسرةً من الخبز تتناوله مع الشاي......قلتُ فعلا انا بحاجة الى مشروب
دافيء واكون شاكرا لفضلك
ذهبتُ معه وشربنا الشاي مع
خبز القمح......لكمْ رايتُ طعمه حلوا وجلستنا شاعرية
وتجاذبنا اطراف الحديث قال
كنتُ صيادا ماهرا في شبابي
وكهولتي وكانت لي عائلة.......
صادف انْ حدث فيضان هائل
وانا خارج هذه البلدة الصغيرة لامور تجارية، كنتُ
اصيد السمك ونتغذى به
وكنتُ متفائلا، وحين رجعتُ
بعد يومين لمْ اجد كوخي ولا
عائلتي.....قد لفضهم الفيضان
مع كثير من عوائل الصيادين
وكانوا كلهم اصدقائي.....الذين نجوا من الفيضان تركوا اكواخهم........
انا بقيت بلا مأوى وبلا عائلة
وبما اني شخص رومانسيّ
لمْ استطع البعد عن موئل
ذكرياتي هنا فعملتُ هذا الكوخ على انقاض حبي وشغفي بمهنتي وسلمتُ امري لله كما ترى لا شيءَ
باقٍ من مقتنيات الامس وبقيت ازاول مهنتي وكما
تراني الان منْحني الظهر خائر
القوى على ذكرياتي وقررتُ
عدم مغادرة هذه البلدة التي
اصبحتْ مقبرةوهكذا مضت
السنون وانا اقاوم الامي التي
لم افصحْ عنها لغيرك واجد
السلوى ها هنا انا الذي لمْ
ارى عائلتي كيف جرفهم
الفيضان والمثل يقول المكان
الذي لك موتى فيه هو وطنك
وقارب الوقت الثالثة فجرا
وناموا.
نجية مهدي
الفيضان الكبير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق