جراح على موج البحر
لما اصطفت الخطوب شديت
الرحال إلى بحر تنس لعله مرهما
ليت شعري ما أثقلت كاهلي بدرب
يشابه كل الدروب ويوصلني لنبعه
تراقصت جراح العشق على موج هادئ
كأنها كانت تحفل لقدومي تنتظر نزولي
لتبارك لي وبيدها باقة جراح عشقي
جئت متسولا لعلك تهديني بلسما لندوبي
يداوي جراحي غير ان امواج البحر عاتبتي
ما لك والعشق هل تملك تأشيرة المرور
لم يبق لنا غير البحر لم يسلب ولو كان
بإمكان لأقاموا حوله السياج والحراس
يا ملاذ البؤساء رفقا بنا ودعنا نلملم جراحنا
من أزل نئن ولم يسمع أحد بموتنا دون إحتضار
من يعرف جراح العوز يملؤون الصفحات بمعسول
وحين تدمي تنصرف عنك الأقلام وحين نموت
تتسارع الأخبار والبرقيات وتدخل الوزارة
على الخط وتنعي كما تشاء ويؤلف حول الكتب
وتقام الندوات وأنت كنت تطلب خبزا وقميص
وتلف النادلات بأنواع الحرير ويتزوج الأمير
ناطحات السحاب آه من سحب العوز والفقر
كم كذب المادحون ولو صدقوا في تاريخ ميلادي
الرابع عشر من فبراير عيد الأسى والحسرة عندي
شاعر منبوذ ليس له إلا كلمات يلتخفها كفنا
ومركبة تحمل على أربع عصات عينهم سبدهم
ليدون في سجل الثقافة قدمنا واجب العزاء
وتقدم سفارات الشقيقة والصديقة رسائل
منها ما كتب في مخمرة الاستلاب والنفاق
تعزيتي ما دمت حيا وما بعدها دجل ومروق
هي جراح العشق تؤلمني كما يدفنني الإهمال
بقلمي : البشير سلطاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق