وترْتَحلُ الأشواقُ إلى الحبيبِ // إلى مسرى الرَّسولِ إلى الطبيبِ
إلى قُدُسِ السلامِ إلى بقاعٍ // تربَّعَ في ثراها كلُّ طِيبِ
فشدٌّ للرحالِ إلى سناها // يزيدُ مِنَ الرجوعِ إلى الرَّحيبِ
إلى ساحاتِ إيمانٍ وصبرٍ // ومغفرةِ الذنوبِ بلا مَغيبِ
تشتاقُ النُّفوسُ إلى هواها // وأصواتِ الزمانِ وللدُّروبِ
إلى وطنِ القداسةِ في زمانٍ // تداعتْ فيهِ أصنافُ الكروبِ
وأطبقَ أعداءُ الورى بظلمٍ // كوى العبقَ الجميلَ وبالحُروبِ
وترجَّلتِ المفاسدُ والمنايا // إلى غسقٍ تجلَّى في نحيبِ
وأشفقتِ الدموعُ إذا تنادتْ // منَ العتابِ الساخنِ والطَّبيبِ
وتحتضرُ المحاسنُ والمزايا // وتلتطمُ النُّقوشُ كما القلوبِ
على نسقٍ عجيبٍ لا يُجارى // كما بُسُطٍ ثقالٍ من لهيبٍ
ترى الصلفَ الشديدَ والضَّحايا // على أبوابِ أقصانا السَّليبِ
وفي ساحاتِ مجدٍ لا يُدانى // تلتحمُ البلايا بالخطوبِ
وتتَّكئ الهمومُ وفي شموخٍ // على كتفِ الرِّجالِ كما الصليبِ
فالمستوطنونَ تراقصوا في // أرضِ قداسةٍ وبلا مُعيبِ
مِنَ الأعرابِ أو نشرتْ بياناً // ليشذبَ مَنْ تسمَّى بالقريبِ
ففي كلِّ البقاعِ ترى خطاهمْ // تشقُّ صروحَنا هل مِنْ مُجيبِ؟
يريدونَ القلاعَ كما الثنايا // ويأتون التراثَ بلا قضيبِ
ويسقونَ المواجعَ كلَّ دربٍ // تحلَّى بالنقوشِ وبالنَّجيبِ
وليسَ أمامنا غير الضواري // إذا عزَّ الصديقُ كما طبيبي
شحدة خليل العالول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق