بقلم الشاعر إبراهيم العمر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تتحطم كل يوم أجزاء منّي على عتبة هذا البيت .
أنا أضع رجلا في الداخل ورجلا في الخارج,
تذوب ألواني على جدرانه ,
وتبهت نضارتي
ويذوي شبابي,
وتنسلخ دقائق عمري
وترحل أيامي.
كأن يدا حسودة قد مزّقت المظاهر التي كنت أعيشها .
قد أكون تعبت من أن أرى نفسي محافظا على نوع من الثقة ,
في دوري كرجل في هذا المجتمع ,
وفي كوني رجلا من البشر,
تنتابه في أحيان كثيرة نزوات رجولية,
وتجري في عروقه دماء شرسة وبرية,
وقلبه يخفق أحيانا بقوة غير اعتيادية,
وأحيانا يسيل من الرقة والحنية
حتى ليغدو مثل طفل
رضع من ثدي أمه
حتى نما وكبر على العطف والحب والوجدانية,
وبات يخطو على الأرض
مثل النسمات الربيعية
يداعب خدود الناس الشقية,
ويرسم البسمة على الشفاه الخريفية,
ويزرع في بساتين الروح شتلات الأحاسيس,
ويكتب كلمات جديدة للعشق في القواميس,
ويضيئ في أروقة الوجد الشموع والفوانيس,
ويلامس القلوب باللطافة والذوق والإنسانية,
ويداعب الآذان بالألحان والموسيقى الرحبانية.
وفي كوني شبعت من المبادئ والقيم والشرائع السماوية,
وأعيش في واقع لا يترجم شيئا مما أكلته
ولا يروي شيئا مما زرعته
ولا يحصد شيئا من محاصيلي,
ولا يقرأ شيئا من كشاكيلي,
ولا يفهم شيئا مما يجول في ذهني وخواطري ووساوسي,
ولا تحوي قواميسه على أي معنى لكلماتي وأفكاري وهواجسي.
ـــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق