غيابك أمي
يُشْعِلُ في روحيَ النِّيرانْ
يَجعلني رماداً
ثم يبعثرني
فلا أبدو شيئاً بَعد غيابكِ
رَحَلْتِ أمي
لم تتركي لي شيئاً
فلا صورة تُطفِئُ وجعي
ولا ذكرى تُؤنسُ وحدتي
مِن دونكِ أمي
لا وطنَ لي ولا عنوانْ
ولا طعمَ للأشياءِ ولا ألوانْ
ماعادت الشَّمسُ تُشرِقُ كعادتها
وما دفئها يُلامسُ قلبي
لم تعدْ نفسي تُعانقُ البسمات
صارت الدموعُ رفيقةَ أيامي
مريرةٌ هي الحياةُ مِن دونكِ يا أمي
أُقلِّبُ الأيام
أسهرُ الليالي
حتى يغيبَ القمر
وترحلُ النجوم
هجرتُ القصورَ واتخذتُ من قبركِ
واحةً أرتادها
ومن حنانكِ شربةً لا أظمأُ بعدها
أشتهي ترابَ قبركِ
أتزينُ بهِ يومَ عرسي
إنهُ اجملُ ثوبٍ
لأنه يحملُ رائحتكِ
حقاً الجنَّةُ تحتَ أقدام الأمهات
وحقاً مَن يقولُ أُفٍّ لا يستحق
الحياة
أريدُ أنْ تطأَ قدماكِ عيني
ربما يعودُ لي النُّور وترجعُ لروحي
الحياة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق