صِراطُ المُلْهَمينَ هُوَ الكِتابُ
بهِ الألْبابُ يَحْكُمُها الحِسابُ
تُرافِقُهُمْ إلى الأعْلى بَناتٌ
من الأفْكارِ يَحْمِلُها السّحابُ
تُفَتِّشُ عَنْ مُخَيِّلَتي بِلُطْفٍ
وَفَوْقَ الرَّفٍّ قَدْ وُضِعَ الكتابُ
فلا رَيْبٌ هُناكً ولا اخْتِبالٌ
ولا ظَنٌّ يَحُفُّ بِهِ السّرابُ
لَطائِفُ بالبيانِ لَها شُعورٌ
يُعَشّشُ في مَفاصِلِها الصَّوابُ
تُرَوِّضُني بِرَوْعَتِها الفُنونُ
كأنّ الذِّهْنَ عَطَّرَهُ الجُنونُ
أحَلّقُ كالنُّّسورِ بلا جناحٍ
وفي كَبدِِ السّماءِ تُرى الصُّحونُ
تَطيرُ مَعي إلى أفُقٍ بَعيدٍ
وخَلْفَ خَيالِها تجْري العُيونُ
تَجَلّتْ كالنّهارِ بِجوْفِ لَيْلٍ
فَعَسْعَسَ في مُخَيِّلَتي المُجونُ
وهامتْ في النُّهى أطْيافُ روحي
يُطَمْئُِنُها التّأمُّلُ والسُّكونُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق