مقام العشاق
للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل
جلس في مرسم يدخن سجائره الملفوفة بعنايه و يعد قهوة المفضلة و التي يطلق عليها مانو و بستحضر صوره حبيبته السابقة ، كانت روحها تحوم حول المكان
، كانت مؤمنه بفنه و موهبته و دائمه تشجيعه علي المضي في الفن رغم قسوة الظروف و بؤس الواقع
في مشروع تخرجه أمدته بالمال من أجل أتمام المشروع عرضت عليه أن تكون الموديل الذي يجسده في تمثال لتقديمه للجنه المناقشة
و بعد أن أنتهي من نحت التمثال و أنصرافها قرر أن يضع بعض التعديلات عليه كلمسات أخيرة
كانت التعديلات غريبه فقد وضع جناحان لها و كأنها ملاك أتي من الفضاء ليربط علي قلبه
ووضع قلب يربط بين الجناحان عليه أول حرف من أسمه و جعل التمثال معلقا و كأنه يطير في الهواء
ذهب بالتمثال للجنه التي أنبهرت بفكرته و أبداعه
و منحته العلامة الكاملة و الاكثر من هذا تم أختيار التمثال لوضعه في أحدي الميادين العامة القريبة من الجامعة
بعد أنتهاء الأختبارات لم ينتظر النتيجة لثقته في النجاح و قرر الأتصال بها لرغبته في خروج علاقتهما للنور و خطبتها
الموبايل مغلق حاول مرات عديدة حتي تسرب اليأس أليه و قرر أستطلاع الامر بالذهاب إلى بلدتها للمقابلة أهلها
و في طريقه لبيتها سأل أحد أبناء البلده عنها
تعجب الشخص من سؤاله و أستنكره
و أخبره أنها توفيت منذ أيام في حادث سير أثناء عودتها من الامتحانات
كانت كلمات الشخص صدمة قاسية له
رجع في هدوء و في السيارة غلبه البكاء
و ظل مصدوما لفترة طويلة لم يشعر بلذه النجاح و التفوق فقد تساوت كل أمور الحياه لدية
و بعد فترة و هو يجول في. المدينة هائم علي وجهه لفت نظره زحام شديد ذهب ليستطلع الأمر
و هنا وجد قيادات المحافظة تزيح الستار علي تمثال جديد يتم وضعه في منتصف الميدان
كان التمثال هو تمثال حبيبته الذي قدمه كمشروع تخرج للكلية.
هنا أدرك ان تعديله للتمثال بصفة عفويه ووضع جناحان له و عدم ملامسته للأرض كانت رسالة لم يفهمها وقتها و حان وقت تفسريها
بعد الأحتفال و أنصراف الجميع بدأ في قراءه اللوحة التي علي التمثال و أسمه عليها بعد أسماء المسئولين
في المساء أحضر لوحة بنفس الشكل و أضاف كلمة واحدة
ميدان الحب
ومن وقتها و أصبح ذلك الميدان ملتقي لكل المحبين
أما هو فقد كانت زيارته للميدان بصفة يوميه
يطيل النظر إلي التمثال في كل مرة بالساعات
و يبتسم مع تزايد عدد القلوب و الحروف التي يتم نحتها عليه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق