من البحر البسيط
بقلمي : سليم بابللي
==============
مَن لِلبلادِ إذا ما لَفَّها الخطرُ
و الزَّرعُ إن جَفَّ أو جافى لهُ المطرُ
أو نالَ مِن حُلمِها يأسٌ و أرَّقها
ليلاً ثقيلَ الخُطى و استنكفَ القمرُ
ريحانةٌ أورفت و العزُّ مرقدُها
كلُّ المآثِرِ في أفيائِها دُرَرُ
أيّانَما أزهرت أغصانُها أثمرت
في عُشْبِها شهباً للردِّ قد حضروا
شُمُّ الفطاحِلِ مَن فازوا بِشيمتِها
فخرُ الشمائلِ ما أزكى به الثَّمَرُ
إن كان يبدو إلى عين تعثّرَهم
قبلَ التعَثُّرِ جُلّ الحلّ قد عثَروا
عندَ المكيدةِ أضحى نَشؤها جبلاً
سادَ البسيطةَ و انصاعت له الزُّمَرُ
للناظرينَ بها و الناظرينَ لها
تجلو الحقائقَ في ميدانها صُوَرٌ
ما ضرّ ما زعزعَ الشيطانُ ما ركبوا
وعدَ اليقينِ لِجُندِ الله ما صبروا
قبلَ النِّداءِ و لونُ الغارِ يسبِقُهم
سهماً إلى غيثها في لهفةٍ نفروا
نحو الثغور مضوا أرماحَ مرسلةً
أصداءَ رغبتِهم ما يكتبُ القدرُ
عبرَ الوفاءِ و جسراً للنُّهوضِ بها
فوقَ المُحالِ و رُغمَ الضَّيمِ قد عبروا
لا يُفلِحُ المُرتجي ما نالَ مِنْ أَمَلٍ
في لكنةِ العزمِ كُلّ الخيرِ ينهمرُ
ما قيلَ عن فعلِهِم قِلٌّ و مُرتَهنٌ
و الهولُ في وصفِهِم ما أغفلَ الخبرُ
نهجَ الأسودِ و درباً لا رجوعَ لها
تأتي الخُطى جَلدَةً في وَقعِها شررُ
تمشي إلى قصدِها كالشَّمسِ واثقَةً
الحقُّ يعلو بها و الليلُ ينحسرُ
زندُ البلادِ إذا ما واصَلَتْ وَصَلَتْ
و السّيفُ في غِمدِهِ إن عُزَّ ينتصِرُ
في عزمِها قهقرت دوامةً عُرِفَتْ
إن هاجمت بلداً لا تُبقِ أو تَذَرُ
أسطورةٌ سَطَّرتْ للكونِ مُعجزةً
في دربِ مأرَبِها لا ينفعُ الحذرُ
و العِزُّ لا يُشترى أو يُرتجى أحداً
أطيافُهُ بيرقٌ في البذلِ ينحَصِرُ
أعلامُنا ما غادرت يوماً سفينتنا
و الدمُّ دوماً على الجلادِ ينتصرُ
لا يهلكُ القومُ ما دامت هويتهم
أرضٌ نموا ظِلَّها أو عِشقَها كَبِروا
في بطنِها أو على ثغرِ الحمى قُبَلاً
طوبى وطوبى لمن في حُضنها ظفروا
الحقُّ يسمو و ما كانت مشاربُهُ
كم سامقٍ أينعت في مجدِها حُفَرُ
الأرضُ ماجت بزلزالٍ و ما بَرِحت
في مشهدٍ ما رأى مِن مِثلِهِ بصرُ
الكونُ يرقُصُ و الأجواءُ لامعةً
و المهدُ يزهو و وجهُ الشَّرِ يندحرُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق