الثلاثاء، 3 ديسمبر 2024

نَبيعُ حُروفَنا بقلم محمد الدبلي الفاطمي

نَبيعُ حُروفَنا

دعوني في السّهولِ معَ البقرْ
ففي الأدغالِ قدْ أجدُ البـــشرْ
تَعبْتُ من التّفَــــــكُّرِ في بلادٍ
بها الإنسانُ يسْكُنُ في الحـفرْ
عيونُ الماءِ في الأعْماقِ تجْري
وعَجْزُ النّاسِ ينتظرُ المـــطرْ
فلوْ كُنّا إلى الخيراتِ نسْعى
لأخْرجْنا المياهَ منَ الحَـــجَرْ
ولكنّ الإرادةَ فــــــي بلادي
يعطّلها التّخــــــلّفُ في النّــظرْ

صحيحٌ أنّنا قوْمٌ ضِــــــــعافُ 
يُهدّدنا التّــــصحّر والجَــــفافُ
نعوّلُ في الحياةِ على الأماني
وفي أوساطنا كَثُــرَ العِــجافُ
وَنجهلُ أنّ كسْبَ العلمِ حلٌّ
سَيقْوى عبْر نهْضـــتهِ الضّعافُ
تزيدُ به العقولُ هُدىً ورشداً
وتملكُهُ الشّــــعوبُ فلا تخــافُ
إليكُمْ يا بني وَطني إليكمْ
فإنّ الغـــرْسَ يعْقبُهُ القـــطافُ

سقَطنا في الحضيضِ من العدمْ
وهبّ السّحتُ فانــــبَطح القلمْ
نبيعُ حروفَنا بيْعاً ذَميــــــــــماً
وبينَ النّاسِ أُلْغِيَتِ القـــيمْ
أرادَ لَنا الأعادي كلّ ســـــوءٍ
لنُصبحَ في الوجودِ من الخَدَمْ
وقد نصبوا الكمائن واستباحوا
حقوق النّاس واغتصبوا القَسَمْ
فَقُلْ للظّالمين غداً سَنحْـــيا
فَننْـــزعُ من ضــــمائرنا الألمْ

لِما نُخفي المساوئَ والعُيوبا
لما الغوغاءُ ترفضُ أنْ تَتـــــوبا
نَعيبُ عَدوَّنا والعيــــــبُ فينا
وشرُّ النّاسِ منْ فقدَ الصّــــوابا
وإنّ الجهلَ في الإنسان عارٌ
كأنّهُ كَلبةٌ وَلــــــــدَتْ كلابا
تزيدُ بهِ النّفوسُ أسىً وغيّاً
فَترتَكِــــبُ الجرائمَ والخَـرابا
وقدْ عَلموهُ داءً مُسْتطيراً
ولكنّ القليلَ منِ اسْتـــجابا

قَبيحٌ أنْ نعيشَ على الشّعيرِ
وَنُجلدَ بالعصا جَلدَ الحَــــميرِ
كأنّ الطّاعةَ العمياءَ رِجْسٌ
وظلمٌ للعُــــــــقولِ وللمصيرِ
ألمْ ترَ كيفَ حاصرنا التّدَنّي
ونكّل بالصّــــــــــغيرِ وبالكبيرِ
نُقبّلُ في النّعالِ وفي الأيادي
ونقنَعُ بالقليلِ منَ الشّـــــعيرِ
سََماسرةُ الفسادِ طَغوْا عليْنا
ونحـــنُ وراءَهمْ مثلَ البــعيرِ
                                  
أَلفْنا في تَعامُلنا الحِــــــــيَلْ
وذكرُ اللهِ قدْ ضـــربَ المثلْ
نُراوغُ كالثّـــعالبِ كلّ يَوْمٍ
ونطمعُ في الوصولِ بلا عملْ
رَمانا الضّعفُ خلفَ العصْرِ حتّى
غدوْنا في الخلائقِ كالهملْ
يَمرُّ بأمّتي الماضي فيبْكي
بكاءً عنْ فَظاعةِ ما حَـــصلْ
ونحْنُ كما ترى قوْمٌ ضعافٌ
فقــــــدْنا في ثقافتنا الأملْ

محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

‏بنك القلوب بقلم ليلا حيدر

‏بنك القلوب بقلمي ليلا حيدر  ‏رحت بنك القلوب اشتري قلب ‏بدل قلبي المصاب  ‏من الصدمات ولما وصلت على المستشفى  ‏رحت الاستعلامات ‏عطوني ورقة أم...