. تَكْرِيمٌ لكلّ مَنْ تفَانَى في تَعْلِيمِ النَّشْءِ وتَربِيَتِهِ
(بِمُنَاسَبَة انتهَاء السّنة الدّراسيّة والاحتِفاء بمن أُحِيلُوا على شَرَفِ المِهْنَةِ)
تَـمْـضِي السِّنُونَ وَيَبْقَى طَيِّبُ الذِّكْــرِ
وَأَطْـيَبُ الـذِّكْرِ مَا يَبْقَى مَدَى العُمْـرِ.
يُشْرَى الرَّخْيصُ من الأَشْيَاءِ، مُبْتَذَلًا،
وَيَـعْـجِزُ الـمَالُ عَنْ نَيْلِ سَنَا الشُّكْـرِ.
وَخَــيْـرُ مَـا يُسْـعِـدُ الإنْـسَـانَ رُؤْيَــتُـهُ
بَـيْـنَ الـمُحِـبِّينَ، يُكْسَى هَـالَةَ الفَخْـرِ
وَهَـبْـت عُـمْـرَك لــلتَّـعْـلِيـمِ ، كَـامِلَـهُ،
فِي الرِّيفِ، تَنْشُرُهُ للنَّشْءِ، فِي القَفْـرِ
وَفِي الـحَوَاضِـرِ لَـمْ تَـفْـتَأْ تُسَاعِدُ مَنْ
فِي الدَّرْبِ لاَزَالَ يَخْشَى عَاثِرَ السَّيْـرِ.
فِي كُـلِّ فَــجٍّ ، لَكَ الأَبْنَاءُ ، أَجْـمَعُهُمْ
بِالعِـلْـمِ مَـعْ خُـلُـقٍ ، رَايـَاتُـهُمْ تَـذْرِي.
بِـكَ اهْـتَـدَى خَطْوُهُمْ، وَقَلَّ عَاثِرُهُمْ
طُوبَى لِمَنْ قَدْ هَـدَى الإنْسَـانَ للبِـرِّ.
تُــوِّجْـتُـمُو خَـيـْرَ تَـتْوِيـجٍ بِـبـَذْلِـكُـمُ
وَأَفْضَلُ التَّاجِ مَا قَدْ كَانَ مِنْ شُكْـرِ.
وَأَحْسَنُ الـبَذْلِ مَا يَبْقَى لَدَى خَلَفٍ
بِــهِ يُــزَاحِــمُ مَـتْـنَ الـنَّـجْــمِ والــبَـدْرِ
هَذِي القُلُوبُ لَكُمْ تَشْتَاقُ، صَادِقَـةً
مِنْكُـمْ رَأَتْ نَـفْـحَـةً مِنْ نَـيِّـرِ الفِكْـرِ
وَالـدَّرْسُ يَشْتَاقُـكُمْ، كُنْتُـمْ لَهُ سَنَدًا
وَكُنْـتُـمُ فِـيه رَمْـزَ الـجِـدِّ والبِشْـرِ.
لَسْنَا نُـوَدِّعُـكُـمْ ، جِـئْـنَاكُـمُ أَبَـدًا
فَلاَ يُـوَدَّعُ مَنْ في القَلـْبِ كَالفَجْـرِ.
وَلاَ يُـوَدَّعُ مَــنْ أَفْـضَــالُـهُ بَـقِـيـَتْ
عَلَى المَدَى شَاهِدًا عـَنْ طَيِّبِ الذِّكْـرِ.
جِــئْـنَا نُـتَـوِّجُ مَنْ فِي الدَّرْسِ أَرْشَدَنَا
إلَى الطَّـرِيقِ، وَنَـارَ الدَّرْبَ بالـفِكْـرِ.
أهْلاً بِكُــمْ، كُنْــتُـمُو لِلْعِلْـمِ خَيْـرَ أَبٍ
وَللشَّبَـابِ مِــثَـالًا عَــاطِـرَ النَّــوْرِ...
حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)
"خواطر" ديوان الجدّ والهزل