الورقة
هل أحببتيه؟ وهل هو يحبك؟، قالت: بلى،،،
لكن لماذا يجلس معك في هذا المكان المنزوي بعيدا عن العيون ولما يطلب منك أن تفعلي أشياء لتبرهنين له عن حبك؟ هل هذا هو الحب في رأيكم؟.
وهل هذا هو الشخص الذي سيصونك؟
أيعقل أن حبك له أعماك عن حقيقته ؟
وأنت لما تلعب دور المحب وأنت لست كذلك؟
أتقول أنك تحبها؟!! برهن على ذلك ليس هكذا يبرهن المحبين على حبهم.
لو صحيح كما تقول لما طلبت منها ما طلبت!.
ماذا يقول لك سيأخذك إلى بيته لأن هناك ورقة كتبت بينكما إسمها عقد لكن بدون شهود ولا موافقة ولي ولا أحد يعلم بكما، هل أنت في كامل قواك العقلية يا فتاة؟؟؟ .
أقول لكما أن هذا الزواج باطل باتفاق مذاهب أهل السنة لذا لم تصبحي زوجته على سنة الله ورسوله حاولا الفهم لا تتسرعا .
انتظري أختي الكريمة لو سمحت تقولين لي أن الكثير يفعل هذا، هل من الممكن أن آخذ من وقتك دقيقة فقط؟
هل فكرت ماذا بعد هذه الورقة أستعطيه حقه الشرعي؟
أي حق هذا وأهلك لا يعرفون شيء؟؟؟
عندي فكرة انتظري، قبل أن تذهبي معه قولي له أمهلني حتى أريها لأهلي وأهلك إذا وافقوا لا مانع لدي انظري ماذا سيقول.
ماذا قال حينما قلت له؟
قال لك سنضعهم في الأمر الواقع.
أتعلمين معه حق لكن لا تعطيه حقه حتى يضعهم كما قال في الأمر الواقع، ماذا قلتي؟
هكذا لن تضيع شرفك وتحافظين على حبه لك لأنه بفعلك هذا سيعرف أنك زوجة صالحة وليست نزوة فقط.
هذه وجة نظر لكل مراهقة تصدق ان بورقة ستشتري الحب لكن لم تفكر بعد هذه الورقة كم ستشرب من كاسات المر والحنضل حينما يأخذ أغلى ما لديها ويرميها إلى الشارع، واذا قدر الله أن تحمل منه فلن يعترف بهذا الإبن لأنك لم تفكري في مصير ابنك حينما ترزقين به ويكون من غير أب أو وثيقة تثبت أنه شخص طبيعي له أب وأم وله الحق في العيش في هذا المجتمع دون أن يشيروا له بأنه وصمة عار .
فكري قبل أن تتسرعي يا أختي فليس كل كلام معسول هو حب، اجعلي لنفسك قيمة ولا تضيعي حياتك في لحظة طيش.
وأنت أتحبها حقا؟
لما إذن حينما أتتك بخبر حملها مزقت الورقة ورميتها في وجهها وقلت لها لا أعرفك اغربي عن وجهي؟
أرأيت ماذا قال عليك: لو كانت بنت متربية لما قبلت أن تذهب معي وانتظرت حتى يأتي من يقدر قيمتها لبيت أهلها.
ولما لم تذهب لبيتها بعدما أحببتها يا رجل ولما وعدتها أنك ستصونها لما فعلت ذلك وهي التي وثقت بك وخنتها؟.
أرى أنكما أخطأتما في فعلكما هذا، كان من المفروض مسك أيدي بعضكما البعض والتغلب على كل ما يلاقيكما في الطريق لأنه لا يصح إلا الصحيح ولا تنسوا أن الله معكما فلما التسرع في فعل الأمور التي لا في ديننا ولا في تربيتنا ؟!!!.
اعلما أن الزواج العرفي نوعان نوع يستوفي الشروط وجود الشاهدان والولي وهو عقد صحيح شرعا تقرر حقوق الطرفين ويحق لهم التمتع وللذرية الناتجة عنه حق لا غبار عليه وكذلك التوارث ونوع لا يستوفي الشروط و يضيع حق الزوجة الشرعي كالميراث الذي لا تحصل عليه بدون وثيقة كذلك يضيع حقها في تثبيت حق الأولاد إذا لم يرد أن يكتبوا بإسمه و في حالة الطلاق إذا تضررت الزوجة لا تصح أن تتزوج بغيره ما لم يطلقها وربما يتمسك بها ولا يطلقها.
من أجل هذا وغيره كان الزواج العرفي الذي لم يوثق ممنوعا شرعا مع صحة التعاقد وحل التمتع به، فقد يكون الشيء صحيحا ومع ذلك يكون حراما كالذي يصلي في ثوب مسروق فصلاته صحيحة ولكنها حرام من أجل سرقة ما تستر العورة لتصح الصلاة وكذلك لو حج من مال مسروق فإن الفريضة تسقط عنه ومع ذلك فقد ارتكب إثما كبيرا من أجل السرقة كما أقره شيوخ وعلماء السنة .
والله ورسوله أعلم.
انتهى.
بقلم الأديبة عطر محمد لطفي