. إِلَى المَرْأَةِ التّونسيّة ... فِي يَوْمِ عِيدِهَا.
تَـعَـالَـيْ نُـنَاضِـلْ يَـدًا فِي يَــدِ
لِنَصْـعَدَ هَامَ العُـلَا الأَمْـجَــدِ
فَمَـا أَنْتِ لِـي أَمَةٌ فِي الحَيَـاةِ
ولَا أَنْتِ خَـادِمَـةُ الـسَّـيِّـــدِ
ولَا أَنْتِ مِـثْل المَتَـاعِ يُبَاعُ
ويُشْـرَى ولَا حِيـلَـةً بِاليَـــدِ
ولَا أَنْتِ إِبْلِـيـسُ فِي مَـكْرِهِ
ولَا أَنْتِ لِي كُلُّ شَيْءٍ رَدِي.
تَـعَـالَيْ نُـحَطِّـمْ جَـمِيعَ الـقُيُودِ
ونَطْـلُبْ عُلُومًا بِـهَـا نَـهْـتَـدِي
فَـأَنْـتِ رَفِـيـقَـةُ دَرْبِـي الّـتِـي
سَتَـدْفَعُـنِي لِلـطَّرِيقِ الـهَـدِي
بِـهَا أَسْتَعِينُ عَلَى العَيْشِ حُرًّا
وتُـوصِـلُـنـِي لِـلْـغَـدِ الأَرْغَـــدِ
فَلَا الطَّيْرُ، وَهْوَ كَسِيرُ جَنَاحٍ،
يَــطِـيـرُ طَـلِـيـقًــا إِلَـى الأَبَـــدِ
ولَا اليَـدُ مِنْ غَيْـرِ أُخْتٍ لَهَا
تُصَفِّـقُ أَوْ ثَـوْبَــهَا تَــرْتَـــدِي
فَأَنْتِ الّتِـي وهَبَتْنِي وُجُـودِي
ولَوْلَاكِ فِي الكَوْنِ لَمْ أُوجَـدِ
تُشَجِّعُنِي إِنْ نَجَحْـتُ وتَـحْنُـو
إذَا مَـا فَـشِلْـتُ ولَـمْ أَهْـتَــــدِ
ومِنْ حُـبِّـهَا أَلْهَـمَتْنِي الـمَعَانِي
ومِنْ رُوحِـهَـا أَفْضَـلُ المَـوْرِدِ
ومِن ثَدْيِـهَا قَـدْ غَـذَتْنِي حَنَانًا
ومِنْ قَـلْـبِـهَا نَـفْـحَـةُ الـمُـرْشِـــدِ
وأَنْتِ الشَّقِيـقَةُ قَدْ قَاسَـمَتْنِي
زَمَـانَ الصِّبَـا فَــتْرَةَ الـمَـوْلِــدِ
وكَـمْ سَايَـرَتْنِـيَ بَيْـنَ الـرَّوَابِي
صَغِيـرًا وكَـمْ أَمْـسَكَتْ بِيَـدِي
وكُـنْـتِ الّتِـي أَسْـتَـعِـيـنُ بِــهَـا
إِذَا مَا عَـلِـقْتُ عَلَـى المِصْعَـدِ.
كَـذَلـِكَ أَنْـتِ رَفِـيـقَـةُ عُـمْـرِي
ولِـي فِيـكِ أَبْـهَى عُـرَى السَّـنَـدِ
سَـنَـبْـنِي مَـعًـا مَا حَـلَـمْـنَا بِــهِ
ونَـنْـعَـمُ فِـي عَيْـشِنَـا الأَرْغَــــدِ
ونُنْـجِبُ طِفْـلًا جَمِـيلًا وبِنْـتًا
ونَـهْــنَـأُ بِالـبِـنْـتِ والـوَلَــــدِ...
تَــعَـالَيْ نُـغَـنِّ نَشِيـدَ الحَيَاةِ
سَـوِيًّا ونَصْـنَـعْ بُـنَـاةَ الـغَــــدِ
بِـعَـزْمٍ وعِـلْـمٍ وكَـدٍّ وجِـدٍّ
نُـحَـقِّقُ مُـسْتَـقْبَـلَ البَـلَــدِ.
حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)
"خواطر" ديوان الجدّ والهزل