القرد الشقي
يا صبيان و يا صبايا
هيا استعدوا لسماع حكاية
عن حيوانات تقدمت بشكاية
للفيل الطيب "نسيم"
محبوب الغابة الحكيم
قالت:يا فيلنا الفهيم
جئناك نشكو القرد"نجيب"
أمره غريب عجيب
لا يمل من الخدع و الألاعيب
كل يوم يدبر لنا مقالبا
يضايقنا و يخلق لنا متاعبا
نظل نأمل أن يأتينا تائبا
لكن الشقي يعيد الكرّة
يمطرنا حيلا و مقالبا مرّة
و ما كل مرّة تسلم الجرة
هذا اليوم كاد يحرق الغابة
لحسن الحظ أخمدت النار سحابة
لما ثرنا همهم:قد كانت دعابة
ساد الصمت فتقدمت القبّرة شاكية
قالت بسببه عشت لحظات قاسية
كلما تذكرتها غدوت باكية
ذات مرة لحقني صائحا يا قبّرة
لقد عثر الثعلب على عشّك و بعثره
بطن اللعين صارت لصغارك مقبرة
عدت أدراجي و أنا أرتجف و أرعش
فوجدت صغاري آمنين في العش
ينتظرون كالعادة عودتي و لقمة العيش
بعدها صاحت السلحفاة بغضب
و أنا قلبني على ظهري و هرب
كنت هلكت لولا صديقي الأرنب
تهاطلت الشكاوى على الفيل بغزارة
سعى بحكمته لإطفاء الشرارة
فأعطى لبعض الأعوان إشارة
لإحضار القرد الشقي في الحال
واجهه: ما هذا الذي عنك يقال؟
كيف تزعج أصدقاءك و تحتال؟
هيا أقرّ بذنبك و اعتذر من الجميع
إذا طردت من هذه الغابة ستضيع
بين أصدقائك الطيبين دنياك ربيع
أدرك القرد أنه ما له من مناص
فقد حوصر و وقع في شبكة القناص
اعتذر من الكل من أجل الخلاص
مرّت أيام و أيام و الكل سعيد
حتى جاء يوم الاحتفال بالعيد
حضّرت الحيوانات الكعك و الأناشيد
فجأة لاح لها شبح من بين الأشجار
أصيبت بنوبة هلع و لاذت بالفرار
تخلص القرد من قماشة بيضاء و من الضحك انهار
بقلم أمينة المتوكي