-ضائِقة-
أيُّها الثَّابِتُ في أقْصى الجَّنوبْ
إنَّ غَوْثَ اللهِ في صَفِّ الشُّعوبْ
ضاقَتِ الدُّنْيا بوجْهي،كُلَّ ضِيقٍ
مَنْ سِواهُ اللهُ حِصْني في الكُروبْ؟
مَسَّني الضُّرُّ،وآذاني كثيراً
نازِلاتُ الدَّهرِ مِنْها مايَنوبْ
أَيْنَ مِنْ هذا الذي شَيَّبَ رَأسِي
مَخْرجٌ،أو مِنْ سَبيلٍ لِهُروبْ
يَسْتَوي المَوْتُ بِما يشبِهُ ظَنِّي
وَحَياتي،أو شَمالٌ وجَنوبْ
تَسْتَوي الظَّلْماء في شَتَّى ظُنوني
وَضِياءُ الشِّمْسِ في صَحْوِ السُّهوبْ
تَرَكَ الدَّهْرُ على وجْهي غُضونا
وَعلى قَلْبي،وإِحساسي نُدُوب
ماالَّذي يَشْكوهُ مِثْلي؛ما عَساهُ؟
هِلْ هَوَ الإِدْقاعُ،أَمْ صِنْوُ سُغُوبْ؟
لَسْتُ مُحْتاجاً إِلى أَيِّ عَطاءٍ
أوْ مُواساةِ مَغاليفِ القُلوبْ
يَشْهَدُ اللهُ إلهي أنَّ نَفْسي
ذاقِتِ المُرَّ،وأضناها اللُّغوبْ
أَيُّ إِنْسانٍ بِهِ مِثْلَ الّذي بي
مِنْ مُصاباتٍ تَتَالى،وَخُطُوبْ
لي مَراحٌ في فَضاءاتِ خَيالي
رُغْمَ ما بالنَّفْسِ مِنْ حُزْنٍ رَحُوبْ
كَمْ أواري الحُزْنَ،أَو نَمَّ دُموعي
عَنْ أُناسٍ هَمُّهُمْ فَضْحُ العُيُوبْ
وَاعْتِرافي:أنَّهُ لوْلا دُموعي
لاحْتَسَيْتُ الصَّبْرَ باليَأْسِ مَشُوبْ
ما لِمِثلي مِنْ طُموحٍ بَيْدَ أَنِّي
مِنْ عَتِيِّ المَوْجِ لا أخْشى الرُّكوبْ
يَتَسَاوى في مَعايِيرِ اعْتِقادي
صُمْتُ داجي الليلِ،والصَّوْتُ الطَّرُوب
غيْرُ إِسْهاري مَدى مَدِّ الليالي
وَاقْتِرافِ الشِّعْرِ مَا لي مِنْ ذُنُوبْ
أنثُرُ الوَردَ على كُلِّ صَباحٍ
في المَساراتِ جَميعاً،والدُّرُوب
كُلَّما هَبَّ الصَّبَا أطْلَقْتُ قَلْبي
مِنْ عِقالِ الصَّمتِ،أو هَبَّ هُبُوبْ
حالِمَاً عَمَّنْ يَلِي،أَوْ لايَلِيني
وَعَنِ الّلاحِينَ،والخِلِّ العَتُوب
دائِماً أَنْزِلُ بَرْدَاً فَوْقَ قَفْرٍ
أَو نُزولَ الغَيْثِ،والصَّيْبِ الصَّيُوبْ
في حَياةٍ هِيَ لَيَسَتْ بِحَياتي
طَيَّ كِتْمانٍ تُوارِيها الغُيُوبْ
لَنْ يَضِيعَ الحَبُّ مَهْمَا مَرَّ دَهْرٌ
وَلَهَ اسْمٌ،وَعَدِيداتُ ضُرُوبْ