يا عامُ
مالي أَراهُمْ بِشَأْنِ القُدْسِ ما اجْتَهَدوا
كَــأَنَّـهُمْ بِصَــقــيعِ الجُــبْـنِ قَــدْ جَـــمَـدوا
قَوْمٌ على اليَمَنِ الشَّاكي قدِ اتَّفَــــــقوا
فَـــخَرَّبوهُ بِحَـــــرْبٍ لا لَهـــــــا سَـــنَــدُ
والقُدْسُ تَصْرُخُ تَحْتَ الأَسْرِ قابِعَةً
فَكَيْفَ قَوْمي بشَأْنِ القُـــــــدْسِ ما اتَّحَدوا
أَهؤلاءِ هُمُ الحُكَّامُ يا وَطنـــــــــي
تَـــبّاً لَهُمْ عَنْ هُـــدى المَوْلى قَدِ ابْـتَـعـــدوا
لا تَرْفَعُ الرَّأْسَ إِلاَّ أُمَّةٌ شَــــرُفَتْ
بِعَـزْمِـها في ســبـــــيلِ اللهِ تَجْــــتَــهِــــــــدُ
إنّا سَنَفْديكَ فَاسْلَمْ أَيُّها الوَطَـــــنُ
مَهْـــما تَعَـــــدَّدَتِ الأرْزاءُ والـــمِحَــنُ
طالَتْ وَلَوْ لَمْ تَطُلُ عُسْراً لَما انْفَرَجَتْ
وَالنَّاسُ بِالـقَــــدَرِ المَكْتوبِ تُمْتَحَنُ
وما على المُنْحَني إلاَّ الخُضوعَ لِـمَنْ
بِالـقَهْـرِ تُـــولَـدُ منْ إرْهـابِهِ الفِـتَـنُ
لَوْلا الضَّمائِرُ كانَ النَّاسُ مُجْــــتَمَعاً
مِنَ الـبَهـــائمِ لا ديـــنٌ ولا سُـنَـــنُ
فَما تَنَشَّقَ عِطْرَ الزَّهْرِ مُنْخَــــــــنِقٌ
وَلا تَحَـــــرَّرَ مَنْ أَوْدى بِهِ الـــوَهَــــنُ
عامٌ بِأَيِّ جَـــــديدٍ جئْــــتَ يا عامُ
وما جَـديـدُكَ والحُـكَّـــــامُ ظُـــــلاَّمُ
تَبْدو مَراكِبُنا في الــذُلِّ قَــدْ غَرِقَـتْ
كَاَنَّــــــنا بِـيَـدِ الحُـكَّـامِ أَنْـعـــــــامُ
نُطيعُهُمْ خِشْيَةً حَتَّى وَإنْ فَسَدوا
والجُـــبْـــنُ عارٌ وَضُـعْـفُ النَّاسُ أوْهامُ
فَرَّتْ عَزائِمُنا مِنَّا وما رَجَعَتْ
فَـــما جَــديـــدُكَ فـــي الأَعْـــوامِ يا عـامُ
وَهَلْ سَنَبْقى بِلا حِسٍّ وَلا نَفَسٍ
كَأَنَّـــــنا في شُـــــعوبِ الأَرْضِ أَصْــنامُ
يا بائعَ الدِّينِ في المَسْعى بِدُنْياهُ
قايَـــضْتَ ديــناً بِـدُنْـياً لَيْسَ تَسْــواهُ
تَلْهو وَتلْعَبُ بِالأَوْهامِ مُنْــشَغِلاً
وَالحَــتْـفُ نَحْوَكَ يَجْري فاتِـحاً فاهُ
إنِّي جَنَيْتُ مِنَ الأَيَّامِ تَجْـــــرِبَةً
ظَـلَّــتْ تُـحَـدِّثُــني عَــمَّــا سَأَلْــقـــاهُ
كَمْ مِنْ نُفوسٍ بِفَرْطِ الجَهْلِ قَدْ عَمِيَتْ
والعَــبْــــدُ يَعْلَمُ أَنَّ الـــــقَـبْــرَ مَثْواهُ
فَلا تَكُنْ حَطَباً للنَّارِ يَوْمَ غَدٍ
عِـنْـدَ الحِــسابِ إذا ما كُـنْتَ تَـخْـشــاهُ
عَجِبْتُ للمَرْءِ عَنْ دُنْياهُ إِنْ سُئِلا
واللَّهُ يَعْـــلَــمُ ما الإنْسـانُ قَـدْ فــعَلا
إِقْرأْ كِتابَكَ فَالأَوْزارُ مُتْبَتَةٌ
ياوَيْــــلَ منْ غَـشَّ في إنْـجازِهِ العَــمَـــلا
فَأَسْـوَأُ النَّاسُ مَنْ باعوا ضَمائِرَهُمْ
وَحَوَّلوا الـــدّينِ في دُنْـياهُمُ حِـيَلا
وَكَيْفَ يَرْجو رِضى الرَّحْمانِ مُجْتَمَعٌ
يُمارِسُ الغِشَّ وَالتَّدْليسَ وَالدَّجَلا
نَرْجو النَّجــــاةَ وَلَمْ نَسْلُكْ مَسالِكَها
إنَّ الـــتَّحايُــلَ بِالعَــدْوى قَدِ انْتَقَلا
محمد الدبلي الفاطمي