بقلم/ محمود عويضة السايس
مصر أمام الإختيار
إن امعنا النظر وتحققنا الرؤية حين البصر لوجدنا أن الإنسانية جميعاً أمام الاختيار منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى سيدنا ادم و امنا حواء وادخلهم الجنة ونهاهم عن الأكل من الشجرة المحرم عليهم أن يقربوها وكان ذلك أول إختيار وقفت أمامه البشرية متمثلة في سيدنا ادم و امنا حواء إما أن يطيعوا الله وينالوا رضاه وإما أن يعصوه وينالوا العقاب وما أن وسوس الشيطان لهما وجرهما إلى المعصية والإختيار الخاطئ إلا وكانت رحمة الله في انتظارهم حيث أن علمه بالغيب سابق فعلهم فقد جعل لهم على الأرض فرصة ليكون أبناء سيدنا ادم كلهم أمام الإختيار وإن كان الله قد قبل توبة سيدنا ادم وامنا حواء وقد عصوه وهم في الجنة ويكلمونه ويعلمون به علم اليقين كيف لا يقبل توبتنا ونحن لم نرهه ولم نسمعه وأمنا به من خلال الرسل والأنبياء وهنا يتبين لنا حب الله للتوابين حيث أنهم كلما أخطأوا عادوا إلى الله وهنا دلالية إيمانهم بالله حيث رؤيتهم لله في كل مكان تدعوهم للعودة إليه والتوبة حيث عظمة الله متجلية في كل خلقه بما فيه أنفسهم حيث أن خطاب الله للناس في القرآن أفلا تعقلون/ أفلا تبصرون/ فانظروا / فسيروا في الأرض / وآيات كثيرة تدعو لأن نفكر ونصل بيقين إلى الله ونعلم الاختيار الصحيح
ومن هذه الدعوة الربانية التي تحث على بلوغ الحقيقة بالنظر والعقل والقلب نستطيع أن نحدد الإختيار المطروح أمامنا الآن وهو
1/ هل نختار علماء دين وحكام وشيوخ
2/ أم نختار فكر وعقيدة وسلوك حياة
العقل والمنطق يقول أن نختار الفكر والعقيدة والسلوك الصحيح في الحياة لأن بهم تستقيم النفس البشرية وإذا استقام المجتمع خرج منه حكام سديدة الخطى وعلماء دين تبلغ الدعوة كما أمر الله وبذلك نحن نحاسب علي فكرنا وعقيدتنا في الحياة
هذا عن الاختيار الذي يجب أن نتبعه حين إختيار الحاكم أو عالم الدين أو الشيخ الذي سنتقبل منه النصيحة فيجب أن يكون له فكر معتدل بعيد عن الطائفية التي تغلب مصلحتها الخاصة على مصلحة الوطن والدين وكل شيء يتعارض مع هواها علي أنه إذا اختار المجتمع سلوكه السليم من البداية سيخرج منه حاكم صالح وعالم دين صالح
بقلم/ محمود عويضة السايس
مصر/ دمياط