أحسن الله العزاء
قُل الحمدُ على ابتلاءٍ
والخلق نيام
لأرضٍ وناسها من عظيم الشأن
في جوف ليلٍ ومنهم القُوّام
صبراً آل يَعرُبٍ
هذهِ الأرضُ المخاض
في علم الّلوح حُفِظَت
فكان القرار...
يوم أن نطق الحجر
دمُ ابني على جبهتي
فكان شراباً للتراب
لا ضير إن أَورَقَ الياسمين
بلون الدمِ وَهَجَاً من نار
شآم الله وما أحسن الإختيار
رضينا به طوعاً
رُحماك ربّي ..رُحماك
هي جسدٌ ممتدٌ
قدم في الأرض
ورأس في السماء...
شامخة وملجأً
بها قَهَر الجبابرةَ
وإليها توافد الأنبياء
أَحِبّاءُ الله في الأرض
أوصى بها خير البشر
عن تراب أرضها لا مفر
عروس الياسمين
ابنتها فلسطين
والأقصى فلذة كبدها
إلى قيام الساعة
هي في مخاض
ولبنان توأمها الجريح
والمرفأ أدمى مقلتها
لكنها اللغز ...
مهد الحضارات
ووشاح النهايات
مربوط بخاصرتها
أيا عروساً انتفضت
تُعَبِّرُ عن أشلاء
ناحت أُمَّهاتٌ كُثُر
حين سال الدم في الأرجاء
هذه الأرض ما عرفت
ليلة عُرسٍ لِصبيحتها
نوائب الدهر باتت بمخدعها
في كل حينٍ تلبي النداء
ساح الله أكبر منذ ما فَتِئَت
ناسها اختيار الرَّبِّ ليومٍ آت
تلك التربة الطهور ناجت ربّها .
أَلا رَبِّ كفاني ابتلاء
أبنائي في العراء
فراشهم أرضي
وغطاءهم السماء
حين سال الدم الزكي
من غير حساب
صاحت الأرض
ناحت الأرض
ناجت الأرض
رب الأرض والسماء
أَمَرَ اللهُ بتربيةٍ مُثلى
فاختار منها الشهداء
هنا ... لا خصم
والمشاهدين كُثُر
لكن ،... أحسن الله العزاء
د. أحمد سالم