حوار مع الأديب والناقد والكاتب المسرحي والشاعر///
العراقي أ. عباس الوسامة الجبوري
يقول ..التواصل الإجتماعي والمواقع الالكترونية لعبةُ الرُّوح في الرحلة الأدبية ...
حوار أجرتهُ الأديبة الإعلامية ▪︎▪︎▪︎
أمل شيخموس ▪︎▪︎▪︎
حقيقة مازالت قائمة مستمرة في العطاء
..هو انتصار للثقافة شاسع "المسافاتِ" و"الرؤيا المعرفية " في الإستنباط والبذخ... يفتح لنا لذة الأنهار الجارية بالفكر المستنير ... انه العراقي إلأستاذ د.عباس الوسامة الجبوري الباحث والكاتب المسرحي والناقد في الشأن الأدبي والشعري ..إنّه القدرة الّتي ولدت في مدينة البرتقال وحاضرة النهرين في ديالى الشموخ ، في بساتين خضراء وحضارة ممتدة إلى ثلاثة آلاف سنة ق.م التي أعطت القوانين لضرورة الحياة مملكة اشنونا.. بدأ فناناً تشكيلياً ثم مخرجا وكاتباً مسرحيا وإعلامياً ، تجاوز مرحلة الكتابة في أعمدة الصحف والمجلات العراقية إلى العربية والعالم.... أعطى للمسرح الديالي والعراقي والعربي العدد الكبير من النصوص المختلفة ، يعتز بخلقه للمسرح الفلاحي العراقي في تجربة فريدة شملت الإنسان والأرض ، وضَّف أدواته التقنية في المسرح بعد حصوله على شهادة الماجستير في توضيف السينوغرافيا بالعرض المسرحي ، ثم حصوله على الدكتوراه في فلسفة علوم الإعلام ،درس النقد ومارسه على كتاباته وشعره والآخرين، وتعمق في عملية النقد ببراعة ورؤيا جديدة وكأنه يخلص القطن من الشوائب،
" عباس الجبوري " عنوان كبير في رسمه للأدب والمسرح والنقد والشعر الحديث وينتمي الى شجرة الشعراء عبد الرزاق عبد الواحد ونازك الملائكة وأمين جياد ولميعة عباس عمارة ، موسوعة ثقافية من حيث الظهور والعطاء على ساحة الفكر والتجربة الأكاديمية...
متأثرا بالناقد العراقي الجزائري "رزّاق محمود الحكيم " في دراسة نقده المختلف عن الكثير واستنباط مزايا نقده الأدبي الشعري .. والناقد العراقي جميل أحمد خضر الكاظمي...
والناقد المسرحي رشید یاسین عبّاس الرّبيعي وهو صحفي وشاعر وناقد أدبي وأستاذ جامعي عراقي..
- دخل عوالم الإبداع من غير تكلف، يتنفس نتاجه، في لحظات يتلبّس نفحات الإرادة، وترتديه في الحياة الآنية، حيث يكتب آراؤه من تجربة الرُّوح، مشاكس في تصديه لإخفاقات الواقع ،
يقول إنه لا زال مستمراً نحو شاعريةٍ وشعريّة لا تعترفُ إلا بحواسه الخمس، وحاسة أخرى شاملة للحواس، قادرا على تجنيس أدبه ونقده وشعره وإنما يجمعها في بوتقة واحدة قادرة على مسّ الآخر،
بادرته ببعض الأسئلة:
- أيّ طعم ترى في عالم المجلات والمنتديات الالكترونية في الأدب والشعر.. ؟
بداية شكري وتقديري لحضرتك ، إذ اغدقت علينا ثوب المعرفية ، في مقدمتك الجميلة..
إن دخول منتديات التواصل الإجتماعي هي لعبةُ الرُّوح، تُدخلُ في متاهاتٍ لا نستطيع الخروج منها، لأننا بذلك نكوّنُ جزءً من عالمٍ قريبٍ منّا وفينا..
في التقنيات الرقمية ..
والأدب والشعر والثقافة والفن بصورة عامة طعم الحالة التي يكون عليها القارئ، وتأخذُ التأويل المبني على مستواه المعرفي والثقافي والنفسي أيضاً، ودائماً نركّزُ على المستوى النفسي، لأقول أنّ القارئ، يقعُ في منطقة الاشتراك في كتابة النصّ المقروء دونَ وعيٍ منهُ، وذلكَ بما تُسقطهُ ذاكرةُ روحهِ على النصّ، وليخرج نهاية بما هو في داخله أساساً، وهنا يلعبُ الموضوع أو القصيدة دور الكاشف، الذي يُمسك القارئ "متلبِّساً بحالته"..
أعودُ لطعم الأدب والقصيد؛ لنسمع منهما موسيقىً صوريّة تُدغدغُ أسراراً تُخجلُ المعنى، ولأنّي من مدرسة الشاعر " عبد الرزاق عبد الواحد " رحمه الله، والشاعرة " نازك الملائكة " فهم يحضرون عادةً عندما اكون مركزاً على الحروف والمعنى، ففي عالم الانترنت، مركزاً، لأختيارُ الطعمَ الذي نشتهي كمتلقين..
كيف ترى نفسك بين الناقد والكاتب والشاعر؟
سيدتي انا أحد الكتاب والباحثين الذين أصبحوا الآن يعملون في مجال النقد بعلمية، ومهنية ، الجدير بالذكر أن النقد الخاص واحد من أهم المهارات التي يمكن للإنسان الذي له شغف دراسة ورؤيا واسعة أن يتعلمها بخطوات ، ويبدع فيها
،ولكن ينبغي على كل شخص يرغب العمل في هذا الإتجاه الأدبي، أن يكون نقده بناء وإيجابي، ويبعد كل البعد عن النقد الهادم السلبي الذي لا فائدة منه على الإطلاق، ..
وعلى الرغم من أهمية النقد ، ينبغي على الناقد أن يتبع مجموعة من الآداب والقواعد، حتى يستطيع عمل نقد بناء وإيجابي، يخدم النص وصاحبه ويخدم به المجتمع بوجه عام، ومن بين تلك الآداب: أن يكون النقد موضوعي، ولا تدخل فيه أي مشاعر خاصة على الإطلاق، وينبغي ألا يتحيز الناقد لأحد،
كذلك أن يكون لدى الناقد أمانة شديدة، ويقوم بذكر الإيجابيات ويذكر السلبيات أيضًا لتجاوزها، فلا يكتفي بواحدة دون الأخرى، ويعضد النص ..
اما علاقتي بالأدب والشعر...فعلى المثقف
مهمة ترقية المشهد ، أي الحضور المستمر
ل" عباس الجبوري " لتلبية لنّداء الأدب بمعانٍ قويّة كتلك التي قالها النقاد والشعراء؟
لأنني لا زلتُ أجهلُ بعض من عباس الجبوري وقد يراه المتلقي من زوايا اخرى؛ ولكنني دائماً ما أقرأهُ ينعكس على على منتجي الأدبي بوضوحٍ على البياض، ذاهباً به نحوَ سياقات أعمق، عادةً ما أسخرُ من الآراء المُطلقة، وأفضّلُ أن لا أسمعها، وأُؤكد أنّ زمن المطلق أصبح يتلاشى..!،بمعنى أنّ حالة الكتابة المحددة تكون تتويج لإرهاصات نقدم عليها بصمتٍ بالغٍ، وترقُّبٍ مصحوبٍ بارتفاع تأمُّليّ. المهم هو اللذّة التي تنتجُ عن هذا التراكم، باتصالي مع عمق ذاتي والبُعد الإنساني اللذين تنصهرُ بهما الأشياء والأسماء والأفعال وغيرها في منصَّتي الأدب والشعر.
أيّ العوالم ترتّب من خلالها هواجسك الشّعريّة؟
انا أؤمن بطقوس الكتابة ..! ولكنّ حالة الكتابة تختزل كلّ شيء، تضغطهُ اللحظة، ويُصبحُ الانسجام في الكائن لا مفرّ منه. عدا ذلك، أستطيعُ أن أخبركِ أنّ الجهاز الذكي والحاسوب، طقسان أنسجم معهما، وأجدني مُتصالحاً مع ذاتي ومع العالم الذي أجده قريباً مني ضمن هذا السياق.
-ماذا تحتل المرأة في داخل عباس الجبوري؟
نصوصي تدل عليها، ولا زلتُ أ ضعها في وهج أفكاري وعواطفي وسطوري وردةً لا اتنفس إلا اريجها ..بكل احترام ..ولا تغادر منظومة أخلاقي وذاكرتي الشّعريّة بشكل مشرًف .
- مالذي يشكّله لك الزّمن كبعد ادبي ونقدي وشعري لديك؟
الزّمنُ اتسلقه بالمادة الثقافية عموماً ، أما الشعر قد يرفعني ويهبطُ بي ، والذي يحدد مساري، هي الطاقة للخلق، وعادةً ما أنتصرُ للحياة في القصيدة أو البحث والمقالة ، وهو أنتصار للزمن ..! وما يُفضي نحو الإنجاز، الذي لديه القدرة أن يغمرُني بما أشتهي بعد اختيارٍ دقيق للمفردة في تشكيل النص الملائم للأذواق والأحاسيس.
- ما أقصى أنواع الظّلم الّتي تراها تمارس في حقّ الشّعر العربي؟
ليس كل من سطر الكلمات شاعر وإنما من يجسد الرؤيا الشعرية من الروح والتجربة ..
وهناك من يحفظ للشعر حقّهُ. وبما أنّ الشّعر كائن حيّ، فهو يحتاجُ لمزيدٍ من الاهتمام، ومزيد من الانفتاح ، وكسر القوالب التي تخنقه، ليفرد جناحيه محلقاً متنفّساً ما يشتهي.. هكذا نضمن لهُ حقّهُ في الحرية .
- ما يفتأ العديد يقول أنّ الشّعر لغة ما عادت صالحة لهذا الزّمن.. ما تقول أنت؟
الشعر جزء مهم من الثقافة الأدبية، إذن فهو المعبر عن كل جميل في الكون بل هو الكون ذاتهُ، وهو جوهر الحياة ، والزّمن غير قادر على إلغاء لغة هي حاجة طبيعية ومزهرة لاستمرار التوازن، ولغة الكون دائماً ستبقى واضحة في إشراقها إبتداءً من "صباح الخير" التي نهديها للأحبّة ، وستبقى واضحة في ابتسامةٍ تُطرّزُ "خاصرة المساء" التي تتراقص أمامكِ..
وجواب بديهي وختامي أذا انتهى الشعر سيمضي وينتهي كلّ شيء جميل ...!
ماذا أعطاك العراق؟
العراق إنه الحقيقة التي أدركتها مع بداية إدراكي للحياة، ومن إيماني أنّ المكان لهُ علاقة بتكوّن الشخصية الثقافية لدي الإنسان، فأنا أؤمن أنّ عراقيتي وعروبتي _مكان ميلادي_ شيء مقدس، فما بالك وأنه مهد الحضارات والقيم والتراث..! كلها بدأت تُشكّل وعيي اتجاه الأشياء ... وهذا واضح فيما أكتب وفي نصوصي، متجاوزا الزمكانية ، وفيهما الغموض ولا يستطيع القارئ أن يُمسكهما بيديه. ويبقى العراق هو القلب والعروبة هي بيت القيم والذاكرة ...
– ما رأيك في المقولة تلك " الشّعراء يكتبون قصائد للنّوم فقط"؟
ما أكتبهُ ينتمي للحياة أولاً وأخيراً، حتى النوم لديّ؛ هو مادة خام أوظّف في نصوصي ما تزورني من أحلام هي إعادة صياغة للواقع، أو لأقل هي الواقع الذي أتمناه، وقد تكون بعيداً عن واقعٍ أعيشه، وعادةً ما أتهمهُ بـأنّهُ "مشبوه بلا انتماءه للحياة"، أعتقد أنني أكتب ما هو بمثابة النصّ الذي يدعو للانتباه والحب والسلام، والحياة، والانغماس بها حتى أطراف الأصابع.
- كيف تقيِّم حركة الشّعر الحديث؟
إنها تمثل حركة الحداثة في هذه المرحلة، كما نعرفها مسطرة في كتب التاريخ الروحاني للإنسانية بشكل محدث، تشتمل على الجيد المُغاير، والسيئ الرديء، والزمن سيكونُ حاكماً عادلاً يفرز ويفصل، ويحكم بالاستمرار والخلود لكل ما يستحق ذلك، الجميل في الحركة الشعرية الجديدة أنها تحنى منحى تجريبي يُنتج أحياناً ما هو مُدهش، وقادر على التواصل مع روح عالم جديد، ومُستمر في تجدّده، والشّعر كذلك.
ماذا أضاف الشعر للواقع والإنسانية بشكل عام..؟
ربما أنّني أحد الذين يمارسون الصراخَ على الورق، لأنني أؤمنُ أنّ حريتي تَكمنُ على هذا البياض، الذي أجرّدهُ، لأكتشف السواد الذي يلبسُ أقنعةً على الواقع والتي لم تعد قادرة على أن تُدير ظهرها لعالمٍ ذاهب بسرعةٍ نحو ما يجهلهُ، تاركاً المعاني الجميلة بين أقدامهِ... صراخي يقول أنّ الجمال والأحاسيس تكمنُ فينا، والحقيقة تكمنُ فينا، والسعادة التي نشتهي أيضاً تكمنُ فينا، من الواجب أن نعيد اكتشاف ذواتنا، لأن الإنسان معنىً أبديّ، ونحتاج دائماً أن نضيفُ للإنسانية المعاني التي تخدمها.. والشّعر رسماً باللغة، تحيّة بالغة الدفء لروح الفنّان والكاتب والشاعر .. والخلود لحقيقة الإبداع..!!
_ نهايةً، تكّلمْ لنا عن تجربتك مع المسرح..؟
نعم ..سأعوُد لبدايةٍ كانت رخوةٍ، فيها ارهاصات بريئة من شهوةِ وطموح راودتني وهمّتْ بي وهممتُ بها ولمْ أرى غيرها أمامي ولم أتراجع عنها وحققت فيها الكثير من التمثيل والإخراج وكتابة النصوص دونَ أن أكونَ فريسةً لها، بدأت فيها منذ كنت يافعاً ، وحتى الآن وكتبت آخر نص لي في بداية عام ٢٠٢٠ مسرحية الملك المقدس بلالاما بفصلين ، المسرح عالم جميل عرّفني على قامات وشموعٍ مسرحية وأصدقاء. بدأتُ أرسمُ عالمي المسرحي المُتخيل، بسذاجةٍ وانفعالٍ _لم أعُد أثق بهما_ بعلم صففتُ ما حلا لي من نصوصٍ، وكنتُ منتبهاً للجمهور الذي أعيشُ وقائعهُ وواقعهُ وحالتهُ بشكلٍ كلِّيٍّ. خرجَ معي بمجموعة من النصوص الدرامية والكوميدية والمسرح الجاد والمينودراما .. كما اكتب متزامناً في المقالات الأدبية والفلسفية ولا زلتُ أكتبُ مبتعداً عن "أنا" ذاهباً باتجاه " الآخر "، وثمّة فرق في أنني حين أكتب ذاتي "أنا" إنما أكتبها ضمن حالتي التي يكون لها السطو الأكبر عليّ، هي المجتمع الذي انا فرد منه ، ومن القيم التي انطلق منها ..
☆☆☆
الأديب والناقد الكاتب المسرحي الشاعر الموقر أ. عباس الوسامة الجبوري* ✨ ▪︎▪︎▪︎
كنت بطل حوارنا الصحفي الذي ترسبنا في إيقاعه نتغنى بدفء الجمال وحب الوطن . . شكراً لكلماتك المكرزة بصدق الإحساس
تقديرنا والياسمين لقامتك الإبداعية الباسقة كجبال الأمانوس
الأديبة والإعلامية ▪︎▪︎▪︎
أمل شيخموس
تحياتي وضوء القمر لمتابعينا القراء الأعزاء