قصه من فلسطين
ميس ابو غوش ايقونه من بلدي
إفادة الأسيرة ميس أبو غوش بلسانها كما أفصحت عنها للمحامية حنان خطيب:
"بتاريخ 29-8-2019 كنت أدرس للامتحان وحوالي الساعة الخامسة فجراً داهمت قوات الجيش الإسرائيلية المنزل، خلعت باب المنزل ودخلت. كان معهم قائد المنطقة يدعى كابتن حسام وجنود ومعهم 3 مجندات وكلب ضخم, أهلي استيقظوا وأيقظوا اخوتي الصغار, إخوتي خافوا، أصغرهم عمره حوالي 4 سنوات، ارتعبوا جداً من وجود الجيش بالبيت.
طلبوا هويتي والمجندات أخذوني لغرفتي وفتشوني.
وبعدها أخذوني أنا وأبي لغرفة وتم حشري معه بها. ثم تم تفتيش المنزل وقلبوه رأسًا على عقب, أخذوا هاتفي وحاسوبي وتم اعتقالي.
عند باب البيت تم تقييد يداي بقيود بلاستيكية للخلف وتم شدها كثيرًا لدرجة أنني شعرت بوجع شديد, طلبت منهم تبديل القيود للأمام فرفضوا, سرنا إلى الجيب العسكري وكانت المجندة تدفعني دفعًا للسير , تم تعصيب عيناي ونقلوني إلى معسكر جيش بقلنديا, هناك فتشتني المجندة تفتيش عاري, صوروني وسألوني اسئلة عن صحتي , بدلوا القيود باليدين الى الامام , كانت معاملتهم سيئة حيث أن المجندات شتموني وكانوا يجروني من القيود وأنا معصبة العينين ويدفعوني بقوة حتى كدت أن أقع عندما وصلنا مكان به درج. إحدى المجندات نعتتني " أنت مخربة" وكانت تشتمني وتصرخ علي بصوت عالي, لاحقاً تم نقلي الى المسكوبية بالقدس.
بالمسكوبية تم تفتيشي تفتيش عاري, المجندة أخذت حمالة الصدر مني وأعطتني بدلًا منها واحدة أخرى مقصوصة الشيالات وبعدها أدخلوني إلى زنزانة ومن ثم بدأ التحقيق.
مكثت بالمسكوبية مدة حوالي 30 يوم على ذمة التحقيق , خلالها نقلوني حوالي 5 أيام لعصافير عسقلان.
جولات التحقيق كانت طويلة جداً ومرة كان متواصل ليل نهار ولم ينزلوني للزنزانة. خلال التحقيق كنت مشبوحة على الكرسي مقيدة الايدي للخلف والكرسي ثابت بالأرض. غرفة التحقيق كانت عبارة عن ثلاجة من شدة البرد.
بعد حوالي 6 أيام اخبروني أنهم سيبدأون معي بالتحقيق العسكري , التحقيق العسكري استمر حوالي 3 أيام , وكان أسوأ مما تصورت فقد عانيت الأمرين من تعذيب جسدي ونفسي لانهم استعملوا معي عدة أساليب تعذيب وشبح حيث انه تم شبحي " شبح الموزة" أجلسوني على كرسي بحيث أن ظهر الكرسي على جنب وظهري بالهواء للخلف ويداي ممدوات للأمام , "شبح على الحائط" حيث انهم اوقفوني بجانب حائط ظهري مستقيم للاعلى وثني الركب , "القرفضاء" حيث كانوا يأمروني بالقرفصة , "شبح الطاولة" أي الجلوس وخلفي طاولة ويداي خلف رأسي والمحققة مقابل الطاولة تسحب يداي لاخر حد ممكن ارجاع به رأسي ويداي مما سبب لي الاماً واوجاعاً لا تحتمل, خلال الشبح كانت المحققة تضربني وتصفعني على وجهي ومنعوني من النوم .
المحققة كانت تدعى "نورا" وهناك محققة اسمها "دالية" وأخرى اسمها "رومي".
في إحدى المرات رفضت التحقيق العسكري وهربت وجلست بزاوية لكي أتخلص من التحقيق العسكري القاسي فهجمت علي المحققة "نورا" وأمسكتني من أعلى يداي وبدأت تخبط بي بالحائط وصرخت علي وشتمتني بأقذر الشتائم, قامت بركلي بركبتها على رجلي , وكانت علامات التنكيل والتعذيب ظاهرة على جسدي.
أذكر أنه بإحدى المرات عند شبح القرفصاء دخت ووقعت على الأرض فقامت المحققة "نورا" وسحبتني من يداي وصارت تشد على يداي .
آخر يوم في التحقيق العسكري أحضروا أخي سليمان عمره 16 سنة كوسيلة ضغط علي وهو معتقل إداري.
بأحدى جولات التحقيق أحضروا أبي وأمي لكي يضغطوا علي وكنت تعبانة جداً من ظروف التحقيق.
بالتحقيق العسكري حققوا معي محققات وهددوني أنه إذا لم أعترف سوف يحضرون محققين رجال للتحقيق العسكري معي.
كلما تم نقلي من وإلى غرفة التحقيق كانوا يعصبون عيناي ويقيدوا يداي.
عند التحقيق العسكري وضعوني بزنزانة معزولة ولكنها قريبة من غرف التحقيق وكنت أسمع بالجوار صوت صراخ المعتقلين الذين بالجوار وتعذيب المحققين لهم وتهديدهم وضربهم. غرفة التحقيق كانت باردة جداً مثل الفريزا حيث كدت اتجمد من شدة البرد.
خلال كل فترة التحقيق حقق معي حوالي 20 محقق منهم 3 محققات المذكورات أعلاه. هذا الكم من المحققين سبب لي ضغوطات نفسية كبيرة حيث هددوني بمنعي من استكمال دراستي والاعتقال الإداري والعديد من التهديدات.
كما ذكرت تم نقلي لقسم "عصافير عسقلان" لمدة حوالي 5 أيام حيث أوهموني بإنتهاء التحقيق وإذ بهم ينقلوني عند العصافير هناك.
ظروف الزنازين سيئة جداً , نقلوني عدة زنانزين , الزنازين تشبه بعضها تقريباً والاختلاف هو بموقع الزنزانة, الحيطان خشنة بها نتوءات لونها غامق سكني, الضوء مشعل 24 ساعة , الاكل سيء ولا يؤكل . فرشة رقيقة وبطانيات وسخة بدون وسادة, طوال الوقت كنت بزنازين انفرادية .
بإحدى الزنازين كان فأر كبير يقفز علي وكانهم تعمدوا إدخاله لانني لم اره من قبل بالزنزانة, المجاري تفيض على الفرشة والحرامات , كانت علي الدورة الشهرية وكانوا يعطوني فوطة واحدة فقط عندما اطلب الذهاب للمرحاض ورفضوا اعطائي أكياس لوضع الفوط المستعملة وبعد التحقيق العسكري اعطوني باكيت. كانت المحققة لا تتجاوب بسرعة عندما اطلب قضاء حاجتي وتماطل بالاستجابة لطلبي. مكان الاستحمام خارجي وكانت أيام محددة للاستحمام , وتبديل الملابس الداخلية فقط بايام الاستحمام المسموحة لذلك. المحققة كانت تستغل ذلك وتستهزئ بي حيث أنها قالت للسجانات بآخر تحقيق: "خذوها تستحم رائحتها كريهة"..
كنت ممنوعة من لقاء محامي حوالي 27 يوم وبعد رفع المنع زارني المحامي ومندوبة الصليب الأحمر .
بعد 30 يوم تحقيق قاس تم نقلي لسجن الدامون. خلال وجودي بالدامون نقلوني مرة أخرى للتحقيق بالمسكوبية لمدة 3 أيام.
وطول فتره التحقيقكنت محرومة من زيارة الأهل.
جلسات المحاكم تعقد بعوفر
تم توجيه لي تهمة نشاط طلابي, وأتساءل هل تهمتي تستحق كل هذا التحقيق البشع والقاسي؟